قالت مصادر إن سعر مساحات المكاتب في مرفأ البحرين المالي المملوك لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان انخفض بنسبة الثلث في السنوات الثلاث الماضية، مع افتتاح مئات من المباني الجديدة وفي ظل وضع سياسي ومالي غير مستقر في البلاد.
وأكدت المصادر أن نصف مكاتب المرفأ فارغة، وفقا لتقديرات مؤسسة CBREالعقارية، مؤكدة أن بعض أصحاب العقارات يجدون أنه من المستحيل الحصول على مستأجرين.
وخلال الربع الأول من هذا العام، هوت أسعار التأجير الشهري للفئة الأعلى من المساحات المكتبية في المرفأ إلى 8 دنانير للمتر المربع الواحد، مقارنة مع أكثر من 12 دينارا لكل متر مربع خلال نفس الفترة من عام 2009، بحسب تقديرات CBRE
وقالت المصادر إنه لا يوجد فراغ في الاستئجارات في أي مكان أكثر وضوحا من مرفأ البحرين المالي، الذي كان يسعى إلى تحقيق مستوى عالمي على نطاق المساحات المكتبية في المنامة.
وقال مايك وليامز، أحد كبار المدراء في CBRE إنه بعد خمس سنوات من فتح المرفأ، فهو يكافح للحفاظ على المستأجرين من الفرار. وأضاف "لقد استهدف المرفأ قطاع الخدمات المالية، الذي انهار على مستوى العالم وكذلك في البحرين" موضحا بأن "هذا المنتج كان خاطئا. لم يكن ما تريده هذه السوق"
وافتتح مرفأ البحرين المالي في عام 2007، وقد وصف في البداية كمنافس لمركز دبي المالي العالمي، إلا أن 78 شركة فقط هي المسجلة في دليل المستأجرين، بما في ذلك منافذ البيع بالتجزئة وغيرها من الخدمات، وقد أغلق بعض منها. يقارن هذا مع 848 شركة في مركز دبي المالي العالمي.
ووصفت المصادر طوابق البرجين بمدينة أشباح، في ظل عدد قليل من فروع كاريبو كوفي وقهوة كوستا تستقطبان عددا قليلا من الزبائن، بينما أغلق مقهى ستاربكس ومحل جاشنمال لبيع الكتب.
وقال وليامز إن مستوى الإشغال الفعلي في البرجين يمكن أن يصل إلى 25 في المائة فقط، في حين لم يستجب ممثلون عن المرفأ البحرين المالي لطلب الصحيفة الحصول على تعليق.
ورغم أن وضع "مركز التجارة العالمي- فندق الشيراتون" القريب من المرفأ أفضل قليلا، إلا أن الصحيفة قالت إن الاثنين واجها صعوبة في جذب المستأجرين، بعد أن ألغيت عشرات الآلاف من الوظائف في القطاع المصرفي نتيجة للأزمة المالية العالمية.
وأصدر البنك المركزي تراخيص لـ 14 شركة جديدة في قطاع الخدمات المالية منذ بداية العام الماضي ليصل العدد الإجمالي الحالي إلى 415، لكن الاضطرابات السياسية التي تشهدها المملكة أدت إلى نقل العديد من موظفي بعض الشركات إلى دبي، في محاولة لخفض التكاليف، بما في ذلك بنك سوسيتيه جنرال وكريدي أجريكول.
كما ذكرت وكالة رويترز أن بنك طوكيو ميتسوبيشي يو إف جى يسعى لنقل أغلب الموظفين 60 الذين يعملون لديه من مرفأ البحرين المالي إلى دبي، بسبب مخاوف أمنية.
وأكدت الصحيفة أنه حتى عندما يتم العثور على مستأجرين جدد، فإنهم يطالبون بكامل التجهيزات الداخلية مجانا، وفقا لكلاتونز للاستشارات العقارية، وأضافت أنه من المستحيل تقريبا تأجير المساحات المكتبية الجديدة من دون تجهيزات، في ظل وجود عدد قليل جدا من المستأجرين من هم على استعداد لتحمل تكاليف التجهيز الأولية إما بسبب عدم توفر السيولة أوعدم الاطمئنان إلى مصير أعمالهم بعد سنة أو سنتين، حسبما تؤكد كلاتونز في تقرير صدر مؤخرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق