الاثنين، 28 مايو 2012

يجب الا تصبح اليمن صومالاً اخر

إذا كان هناك من شيء ثابت في عالم الأزمة المتناثرة، فانه ذلك الوضع الإنساني في اليمن الذي يزداد سوءا. مثل هذه الأيام من العام الماضي, كان ديكتاتور اليمن علي عبدالله صالح يقاوم رحيله النهائي. نشرت منظمة اوكسفام تقرير قالت فيه ان ثلث اليمنيين يعانون من الجوع و سوء التغذية المزمن.
اليوم رحل صالح, و أقربائه في طريقهم إلى ترك المناصب الحساسة التي وضعهم فيها. بعد فترة وجيزة من هجوم القاعدة اثناء التدريبات لعرض عسكري يوم الاثنين، و الذي راح ضحيته أكثر من 100 جندي، تم تخفيض رتبة اثنين من أقرباء صالح من قوات الأمن المركزي و وزارة الداخلية، و شمل ذلك يحيى، ابن شقيق صالح. في ابريل، استغرق الأمر 19 من التحدي، قبل قبول الأخ غير الشقيق لصالح، اللواء محمد صالح الأحمر، الإقالة من قيادة القوات الجوية اليمنية. إذا كان هناك من شخص بيده مقاليد الأمور في اليمن هذه الأيام، فهو على الأرجح السفير الأمريكي الذي يكيل الثناء للرجل الذي جعلوه رئيسا، عبدربه منصور هادي.
لكن سواء كان هادي سيد نفسه او كان حامد كرزاي أخر، فان ذلك لا يشكل فرقا كبيرا في معاناة البلاد عامة. هذا الأسبوع قالت سبع وكالات مساعدات (كير، الأدوية الدولية، الإغاثة الإسلامية، ميرلين، ميرسي كوربس، اوكسفام، سيف ذا تشيلدرن) قالت ان 44 بالمائة من السكان – 10 مليون شخص – يعانون من الجوع. و يحتاج ربعهم إلى مساعدات طارئة عاجلة. حيثما توجهت هناك ضوء احمر يلمع – فلاش أحمر للتحذير. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( اوتشا) قال ان نحو مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد و ربعهم قد يموتون. معدلات سوء التغذية في الحديدة و حجة بلغت ضعف مستوى الطوارئ.
تقول كيلي جيلبرايد مستشارة السياسة بمنظمة اوكسفام في صنعاء "الفرق هذا العام في حجم و مدى الأزمة. اليمن تواجه صراعات في كل من الشمال و الجنوب. هذه الصراعات خلقت مستويات عالية من النزوح. لاحظنا ان أزمة الغذاء توسعت في كل أنحاء البلاد. الغذاء متوفر في الأسواق، لكن الناس لا يستطيعون شراءه".
هذا الوقت من العام ليس موسم حصاد و من المتوقع ان يعتمد اليمنيون على المخزون الذي لديهم من الغذاء. حاليا لا يستطيعون عمل ذلك. المزارعون بدورهم إما يكونوا قد أوقفوا إنتاجهم او بصدد القيام بذلك، و ذلك لنفاذ ما لديهم من مخزون. و من المتوقع يتوجه الرجال الأصغر سنا إلى السعودية للبحث عن عمل هربا من البلاد التي مزقتها الحرب.
تقول السيدة جيلبرايد "البلاد بأكملها تشكو من نضوب المياه. هناك سيناريوهين في المناطق النائية. هناك أناس يصلهم الماء، لكنهم لا يستطيعون دفع 20,000 ريال يمني – 100دولار– لشرائه. او كما في براع، تذهب النساء إلى نقاط المياه في الجبال و يسقطن بداخلهن، او يسقطن من الجبال نتيجة لوعورة الطرق التي يسلكنها".
لا احد غافل عن هذا الأمر. ولشراء الغذاء من الأسواق، تقوم اوكسفام بتوزيع أموالا نقدية. ووفقا لسلة أسعار المواد الغذائية فأنهم يسعون إلى دفع ثلث مجموع فاتورة الغذاء و التي تقدر ب 30-50 دولار في الشهر للأسرة الواحدة. لكن كما كان الحال العام الماضي، فان وكالات المساعدات تمكنوا فقط من الحصول على جزء من المبالغ التي وعدوا بها. بريطانيا التي ترأست مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض، تعهدت بتقديم 28 مليون جنية إسترليني. و منذ تشرين 2011، قدمت الولايات المتحدة 73 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية، تشمل 47 مليون دولار كمساعدات غذائية عاجلة.
وتحاول الولايات المتحدة محاربة القاعدة بواسطة الطائرات من دون طيار ، لكن تحمل عبء دولة في حالة إنهيار يعد شيء أخر. إنه أمر مختلف، لكن الطريق الذي تسير فيه البلاد، قد سلكه آخرون قبلهم. الصومال يتبادر إلى الذهن.
بقلم ديفيد هرست: صحيفة الجارديان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق