الأربعاء، 16 مايو 2012

الأداء الأميركي تجاه ثورة البحرين: صداقة القتلة والسفّاحين ليست عيباً

في 1 فبراير 2011 اتصل نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. في إشارة واضحة بأن الأميركيين يستطلعون وضع حليفهم الذي يتوعده مواطنوه بثورة. ربما ضحك الاثنان أثناء المكالمة، فالشعب الخليجي الذي تم تنميط صورة مهينة له لن يثور! أليس كذلك؟!
 

جاء اليوم الموعود للثورة.الاثنين 14 فبراير 2011، سقطت الرهانات وسقطت معها الصورة النمطية المُهينة للأبد. فاجأ شعب البحرين الجميع بثورة عارمة أجبرتهم على الصمت ومراقبة الأمواج البشرية التي تهتف بالحرية في الشوارع رغم القمع الدموي الذي أسفر عن سقوط شهيدين خلال يومين فقط، ووصول الجماهير الثائرة إلى الموقع المركزي للاعتصام في دوار اللؤلؤة.

خرج الملك ليعتذر لشعبه، وبعدها بسويعات كان قد أطلق جيشه وحرسه الوطني ومرتزقة وزارة الداخلية لقتل المعتصمين النائمين الذين كانوا يحلمون بالحرية في خيامهم بدوار اللؤلؤة. اقتلعت القوات المتظاهرين وتسلم الجيش موقع الدوار وأصدر بيانه رقم واحد.

17 فبراير 2011، وزيرة الخارجية التي كانت تتسلم التقارير التفصيلية من المنامة تحذر من انفجار التظاهرات، فقد صرحت لأول مرة أن الولايات المتحدة تدعم إجراء تغيير "حقيقي وملموس" لشعب البحرين وتحث الحكومة على التحلي بضبط النفس قبل احتجاجات متوقعة يوم الجمعة. وصفت كلينتون البحرين بأنها بلد "صديق وحليف" وقالت إنها أبلغت نظيرها البحريني " بأهمية ألا يشوب ذلك أعمال عنف مع الأخذ في الاعتبار أنه ستكون هناك جنازات عقب صلاة (الجمعة) غدا. وقالت للصحفيين "إننا ندعو الى تغييرات حقيقية وملموسة للناس هناك".

* ضبط النفس


من جانبه حث البيت الأبيض حكومة البحرين بعد مجزرة يوم الخميس 17 فبراير على التحلي بضبط النفس تجاه المحتجين سلميا. هكذا ببساطة، لا إدانة في الموقف الاميركي "ضبط النفس". أقصى ما قاله جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن الولايات المتحدة تعارض استخدام العنف ضد المحتجين. التوقع الأميركي لم يخب فقد انطلق يوم الجمعة مئات الشبان يتقدمهم البطل الأسطوري الشهيد عبدالرضا بوحميد ليواجهوا رصاص الجيش الذي أطلق الرصاص- لأول مرة في تاريخه - باتجاه المواطنين العزل.

رأى الأميركيون المشاهد المروعة التي نقلتها شاشات التلفزة العالمية لمواطنين عزل يستقبلون رصاص الجيش المدعوم أميركيا بالكامل بصدورهم العارية. الإحراج كان شديداً، لذا بادر الرئيسي الذي خسر حليفه المصري حسني مبارك منذ أيام فقط (11 فبراير2011)، للاتصال بحليفه الملك البحريني، وجاء في الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء أن الرئيس الاميركي باراك اوباما أدان في اتصال هاتفي أجراه الجمعة مع ملك البحرين، استخدام قوات الأمن البحرينية العنف ضد المتظاهرين ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى.


أعلن البيت الأبيض في بيانه " إن الرئيس اوباما أجرى مكالمة مع ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة هذا المساء لبحث الوضع الراهن في البحرين". وتابع البيان ان اوباما "كرر انه يدين العنف الذي استخدم ضد متظاهرين مسالمين وحض حكومة البحرين على ضبط النفس ومحاسبة المسؤولين عن العنف". وأضاف "قال الرئيس إن الولايات المتحدة، بصفتها شريكة للبحرين منذ زمن طويل، تعتقد ان استقرار البحرين يتوقف على احترام حقوق شعب البحرين وعلى (اعتماد) عملية اصلاحات مهمة تلبي تطلعات البحرينيين.

أدخل الأميركيون ورقة ولي العهد الذي دعا لسحب الجيش، وعودة الهدوء وقال ان من حق الناس التظاهر. عاد المتظاهرون إلى دوار اللؤلؤة في اليوم التالي 19 فبراير بعد انسحاب الجيش وقوات المرتزقة التي كانت تحاصر المكان. بات النظام المدعوم أميركياً محاصراً، لذا رمى الأميركيون ورقة جيفري فيلتمان الذي زار البحرين، وصدح بتصاريح صحفية ليس لها آخر. انقسم النشطاء تجاه وجود فيلتمان بين من رآه حلّال المشاكل المستعصية، وبين من رآه مبعوثا لإعادة التقييم الذي ستنطلق من بعده حرب على الثورة.

فيلتمان ملأ الفضاء الإعلامي بمفردة الحوار لكنه أظهر انحيازاً تاماً، حين علق على رسالة ست جمعيات معارضة لولي العهد تشترط فيها إقالة الحكومة قبل البدء بأي حوار، وعددا آخر من الشروط. قال فيلتمان بانحياز تام في تصريحه الشهير في أوائل شهر مارس: "الشروط مرفوضة". بذلك قطع بصفته ممثلاً عن الولايات المتحدة الاميركية الطريق لتأسيس حوار حقيقي، كان واضحاً أن فيلتمان ينتظر شيئاً قادما من وراء البحار!

لم يطل انتظار فيلتمان، ففي يوم السبت الموافق 12 مارس 2011 وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إلى السعودية للتباحث طبعاً في الشأن البحريني، وكان الحديث الحاسم بينه وبين ولي العهد السعودي نايف بن عبدالعزيز الذي قال له - حسب وسائل إعلام فرنسية- إنه لن ينتظر سقوط الحكم السعودي كما سقط نظام مبارك، وأنه سيتدخل في البحرين عسكرياً.


* تصريحات غيتس
 

صَمَت وزير الدفاع الأميركي عن النوايا السعودية. وصل بعدها إلى البحرين التي كان الوضع فيها يتدهور أمنياً، التقى جيتس ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، الذي كان يخوض نقاشات حامية خلف الكواليس مع المعارضة لتأسيس قاعدة صلبة لحوار حقيقي يتم ختامه باستفتاء شعبي.

قال غيتس في تصريحاته العلنية"ينبغي على البحرين إجراء إصلاحات سياسية جوهرية وسريعة لوضع حد لأي تدخل إيراني محتمل". وقال للصحافيين - بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية - في طائرته العسكرية بعد زيارته للمنامة انه "رغم عدم وجود أي إشارة على تورط خارجي في التحركات الاحتجاجية التي انطلقت في الرابع عشر من فبراير 2011، فإن إيران قد تتدخل في الوضع السياسي في البحرين بسبب التكوين المذهبي".

لم يُشر جيتس للخطر الحقيقي الذي كان يتهدد البحرينيين، تحدث عن احتمال تدخل إيراني. إشارة لم يلحظها أحد حينها، أوحت بأن ثمة خطراً ما يتهدد البحرين من جهة الشرق، لكن الحقيقة أن آلاف المدرعات عبرت بعد ساعات من رحيل غيتس من جهة الغرب، دخلت القوات السعودية والإماراتية، ومعها قوة قطرية صغيرة تم سحبها لاحقا، فيما أحجمت الكويت عن التدخل سوى بحرياً ، أما عمان فقيل أن قواتها الجوية ستساهم في حماية الأجواء البحرينية لكن لم يتبين للبحرنيين أثر التدخل العماني.

تعرض البحرينيون من القادة السياسيين والحقوقيين والمواطنين العاديين خصوصاً من الطائفة الشيعية، إلى أسوأ حملات القمع، حملة قمع مست كل شيء في حياتهم، مست الأنفس، والأموال، والمقدسات الدينية، والأعراض، لقد تجاوزت أنواع الانتهاكات التي حصلت في الجزيرة الصغيرة 50 نوعاً، من الأنواع التي حددتها المنظمات الحقوقية العالمية. ابتكر النظام المدعوم أميركياً ومعه حلفاؤه الخليجيون انتهاكات جديدة لم تحددها قوائم المنظمات العالمية.

ترك الأميركيون حلفاءهم يعيثون فساداً في الأرض، وركزوا إعلامهم وجهودهم نحو ليبيا، كانت الصفقة واضحة ضرب ليبيا بغطاء عربي خليجي كامل، مقابل صمت أميركي عن إبادة البحرينيين وهو الأمر.
 

* غطاء هيلاري


وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، قالت في تصريح لها بعد دخول القوات السعودية والاماراتية والقطرية البحرين لمشاركة الجيش المدعوم بقوات سبعة أجهزة أمنية، إن دخول قوات (درع الجزيرة) هو عمل قانوني، وحثّت على ضبط النفس! هكذا ببساطة. صحيح أنها قالت ان الحل في البحرين هو حل سياسي وليس عمل عسكري، لكنها ختمت تصريحها بما يمكن عدّه كوميديا سوداء، إذ قالت "إن من الضروري أن تتفادى جميع الأطراف العنف والاستفزازات". من عاش في البحرين منذ 16 مارس 2011 يعرف إلى أي مدى يغرق هذا التصريح في العته والكذب والزور، كان الناس محاصرين يتلقون أقسى الضربات والانتهاكات ولم يكن لديهم سوى أصواتهم التي يرفعونها مرتين ليلياً عند الثامنة والعاشرة بهتاف (الله أكبر).

لقد شرعنت كلينتون أساس وجود القوات التي احتلت الجزيرة وحاولت اغتيال حلم البحرينيين العُزّل بالحرية، وطفقت تتحدث عن ضبط النفس وتفادي الاستفزاز والعنف من جميع الأطراف. استدراكات لم تخفِ بشاعة الجرم الأميركي الذي مثل في حده الأدنى تقديم غطاء وشرعنة وإطار قانوني للجريمة.

بعد شهر كامل من القمع والقتل والهتك الذي مارسته قوات النظام مع حلفائها، بدأ الإعلام العالمي يعطي حيّزاً لما يحصل في البحرين من بشاعات على يد الأجهزة الأمنية التي يتحكم الملك وعائلته فيها، إضافة للقوات الخليجية، وكان تقرير مراسلة قناة السي ان ان (امبيرا ليون) أول ثغرة في جدار الصمت الرهيب تجاه البحرين. سلط الإعلام الأميركي أضواءه من جديد، وتحدث مملثو المنظمات الحقوقية العالمية عمّا رصدته منظماتهم من بشاعات، فانحرجت الإدارة الأميركية فبعثت فيلتمان مجدداً!

جاء جيفري فيلتمان للمنامة يتحسس ما إذا كانت الضحية ستستسلم أم لا، كان جواب المعارضة على لسان القيادي الوفاقي خليل المرزوق (لن نرفع الراية البيضاء.. أخبر حلفاءك أن حملة القمع لن تفيد). عاد فيلتمان ليكمل حلفاؤه ما بدأوه قبل شهر. أما وزير خارجية النظام فقد استبق لقاء فيلتمان بالتأكيد على بقاء قوات درع الجزيرة. وحاولت مفوضة الاتحاد الأوربي (اشتون) زيارة البحرين لكنها فشلت؛ فقد اسمعها السعوديون كلاماً قاسياً، وسافر الملك للإمارات لكي لا تصل هي للبحرين. ففشلت زيارة أشتون.

صمود المعارضة المعزز بالثبات الجماهيري، منع سقوط أي مطلب من المطالب السياسية التي رُفعت أثناء اعتصام دوار اللؤلؤة، ساهمت هذه الحقيقة في التأكيد للأميركيين أنه لا يمكن لأحد أن يوقع في المعارضة ورقة استسلام، رغم مخاضات الآلام الرهيبة التي كان يعيشها الشعب كل دقيقة.



* اتصال أوباما
بعد نحو عشرة أيام من عودة فيلتمان إلى الولايات المتحدة، وتحديداً في الأول من مايو 2011 أجرى الرئيس الأميركى اتصالا هاتفيا مع حليفه الملك البحرينى، قال في الجانب المعلن منه إن استقرار البحرين يعتمد على احترام حقوق الجميع، وأن الولايات المتحدة تعتقد أن البلد بحاجة إلى عملية إصلاح جوهرية تستجيب لتطلعات كل البحرينيين. وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض تلك الليلة إن الرئيس اوباما بحث مع العاهل البحرينى "الوضع القائم في البحرين". حاول الأميركيون التحرك لكي يخففوا انتقادات الإعلام والحقوقيين تجاه موقف إدارتهم المخزي.

وبعد 18 يوماً وتحديداً يوم 19 مايو ألقى الرئيس الأميركي خطاباً حول الأوضاع في الشرق الأوسط، قال فيه كلاماً غطّى فيه الأفعال الشنيعة لحلفائه تحت مسمى (الحق في استتباب الأمن)، لكنه اعترف أن كل ما حصل لم يقض على المطالب السياسية التي عضّ عليها شعب البحرين رغم الجراح.

قال أوباما في ذلك الخطاب "البحرين شريك طويل المدى، ونحن ملتزمون بأمن البحرين، ونحن ندرك أن إيران حاولت استغلال الأوضاع في البحرين، وأن الحكومة البحرينية لديها حق مشروع في استتباب حكم القانون، لكننا أصررنا علناً وفي لقاءات خاصة أن القوة يجب ألا تستخدم ويجب احترام الحقوق المشروعة لشعب البحرين، وأن هذه الخطوات لن تجعل المطالب المشروعة تختفي". في عبارته الأخيرة يجب أن يكون واضحاً أن أثر الصمود الشعبي لم يكن هيناً بل إنه كان عصياً على الكسر رغم الجيوش ورغم تأكيد أوباما بطريقة ناعمة على حق حلفائه في القمع تحت مسمى استتباب الأمن الذي لم يهزم المتظاهرين السلميين في أي مرة منذ انطلاق ثورتهم.
 
أوباما أيضاً اعترف أن حلفاءه هدموا مساجد للطائفة الشيعية في إطار حملة القمع، وقال إن من حق الشيعة ألا تهدم مساجدهم. رأى أوباما أن "السبيل الوحيد لاتخاذ خطوة إلى الأمام هو أن على الحكومة والمعارضة أن يبدآ الحوار، ولا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي حين يكون بعض المحتجين السلميين في السجون، وأشار إلى أن الحكومة يجب أن تخلق الظروف المناسبة للحوار، وعلى المعارضة أن تشارك من أجل مستقبل عادل لجميع البحرينيين".

حلّ الأول من يونيو وانتهى مفعول مرسوم قانون السلامة الوطنية. عادت الناس التي لم تتوقف عن التظاهر ما أمكنها، إلى التظاهر بصورة أوسع فاستمر القمع الوحشي. بعد شهر تحركت خلاله ماكينة المعارضة في اعتصامات جماهيرية بدأت ببلدة سار في 13 يونيو 2011. أعلنت الحكومة عن (حوار التوافق الوطني)، ضغطت أميركا بقوة لكي تدخل جمعية الوفاق في هذا الحوار، وبعد مشاورات ومناكفات إعلامية، شاركت الوفاق وانسحب منه قبل انتهائه، وتبرأت هي وجمعيتان معارضتان أخريان هما وعد والتجمع القومي من مخرجات الحوار، وأكدوا أنه لا يمثل رأي الشعب ولا يمكن قبول هذه المخرجات.


* مخرج تقرير بسيوني
في الجانب الأهم، يروي أحد قادة المعارضة أن أميركا هي التي منعت مناقشة وضع حقوق الإنسان في البحرين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يقول "قررت سويسرا طرح الملف البحريني في جلسة عامة، حضرها الاميركيون بعد أن تيقنوا من قدرة سويسرا على جمع العدد المطلوب لطرح الملف البحريني في جلسة رسمية علنية للمجلس، وتعهدوا أنهم سيجبرون النظام البحريني على لجنة تحقيق ذات طابع دولي وسيلزمون النظام بتوصيتها، وأن المطلوب من سويسرا عدم طرح الملف البحريني، إزاء التعهد الأميركي وافق السويسريون وجاء الأميركيون ببسيوني ولجنته التي شكلوها من ألفها إلى يائها".


أنقذ الأميركيون حليفهم من إدانة أكيدة في مجلس حقوق الإنسان، أتى بسويني للبحرين فلم يتغير شيء، سقط عدد كبير من الشهداء ولم تتوقف الانتهاكات بل مورس منذ 1 يونيو حتى اللحظة العقاب اليومي الجماعي على كل مناطق المعارضة بالغازات السامة.


جرت انتخابات برلمانية تكميلية، ضغط الأميركيون كي تشارك المعارضة فيها رغبة في الايحاء بأن مؤسسات حليفهم النظام عادت للعمل وأن ثمة تفاهماً جرى، رفضت المعارضة بشكل قاطع أن تشارك في المهزلة فأطلق الضوء الأخضر بصورة موسعة للقمع والاستباحة، وصار يوما 23 و24 سبتمر يوميّ عار على النظام إذ مارس فيهما أبشع الجرائم على المتظاهرين السلميين الذين سعوا للعودة إلى دوار اللؤلؤة، فقد حاولت قوات الأمن حرق متظاهرين وهم أحياء في منطقة السنابس، وأعادت مشهد أبوغريب في تكويم المعتقلات البحرينية على الأرض في مجمع السيتي سنتر.


صدر تقرير بسيوني الذي صرحت الوزيرة كلينتون أن إدارة بلادها ستلزم النظام الحليف في المنامة بتنفيذ توصياته، كان ذلك مجرّد هراء، فقد ترك الأميركيون أمر تنفيذ توصياته للنظام الذي قام بكل الجرائم التي وثقها التقرير. تشكلت لجنة برئاسة رئيس مجلس الشورى المُعيّن علي صالح الصالح وأعطيت للمعارضة حصة ضئيلة في عضوية اللجنة، كانت المفاجأة أن الأميركيين ضغطوا أيضاً على المعارضة لكي تشارك، قالوا للمعارضة: كيف سيعود المفصولون لأعمالهم إن لم تشاركوا في اللجنة؟ بدا واضحاً أن الاميركيين يلعبون بدناءة تامة، وانهم يتنصلون من كل شيء يعدون به.


فشلت كل الحلول الترقيعية، وعاد الأميركيون للصمت، وها قد عاد يوم 14 فبراير، يتحير الأميركيون، يصمتون. أعادوا بسيوني لكي يقيّم تنفيذ التوصيات. أعطوه مهلة حتى شهر مارس المقبل، ربما يريدون لحليفهم أن يتمم إجراءات بيع البحرين لحليفهم الأقوى المملكة السعودية التي شاركت في سفك الدماء والاستباحة.


صفقة الأسلحة التي عارضها الكونغرس الاميركي، التفّت إدارة أوباما لتوصلها للبحرين عن طريق التجزئة. سلاح للقتل هل هذا كافٍ؟ لا بالطبع فقد كشفت وثائق مصورة حصل عليها متظاهرون من هاتف أحد مرتزقة النظام، أن ثمة تدريبا عالي المستوى يقوم به المارينز الاميركي، لكل السفاحين والقتلة المرتزقة الذين يجلبهم النظام الخليفي لقمع الشعب، وثائق تكفي لاستكمال صورة المعايير المزدوجة والموقف المنافق لإدارة أوباما تجاه شعب البحرين ومطالبه المشروعة بالحرية والدمقراطية وتقرير المصير.


المحصلة أن الإدارة الاميركية أدانت فعل القتل مرة واحدة فقط وتحديداً بعد إطلاق الرصاص الحي في 18 فبراير، ودون ذلك: مبعوثون، لجان، نصائح، حثّ، إشادة... أداء أميركي يقول للعالم بوضوح، إن: صداقة القتلة والسفاحين وتسليحهم وتدريبهم ليست عيباً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق