الخميس، 17 مايو 2012

كاتب قطري: ’الإصلاح’ أولى من ’الوحدة’... والأخيرة ’أجندة أنظمة’ لا الشعوب!

اعتبر الكاتب القطري محمد فهد القحطاني أن الأنظمة الخليجية تعيد الأخطاء والدوافع نفسها التي أشعلت فتيل النار في جسد الشاب التونسي محمد البوعزيزي، وذلك باتخاذها قرارات فردية في قضايا مصيرية، كقضية الاتحاد الخليجي. وقال في مقال اليوم الأربعاء في صحيفة "العرب" القطرية: "عندما سمعت بموضوع الوحدة ما بين الرياض والمنامة استغربت"، متسائلاً "هل يعقل أن تغيب شعوب المنطقة ككل بشكل عام وشعوب المملكة السعودية والمملكة البحرينية بشكل خاص عن حدث كهذا له ارتباط وثيق بمصيرها ومصير الأجيال القادمة من أبنائها وأحفادها ولا تسمع به إلا من خلال الإعلام والقنوات الفضائية؟".
وأضاف "مع كثرة التصريحات التي تصدر من القيادات السياسية الخليجية التي تعبر عن تقديرها للثورات العربية، وتعترف بشرعيتها وضرورتها لتصحيح مسار الأمور في تلك الدول، إلا أن البعض منها للأسف يعيد تكرار نفس الأخطاء والدوافع التي أشعلت فتيل النار في جسد الشاب محمد البوعزيزي".
وتمنى القحطاني "من هذه القيادات أن ترفع شعار لا قرار سياسي فردي بعد اليوم، خصوصاً في القرارات المصيرية، فمن حق الشعوب تقرير مصيرها والاستماع لوجهة نظرها في الاندماج والانفصال".
ورأى أن "الوحدة أمر جلل، لذا يجب أن لا نقدم عليها قبل استفتاء الشعوب فيه ومعرفة رأيها".
وأضاف "إن هذا التعتيم على مقدمات قرار الوحدة الخليجية، ومن طلبه، ومن أقره، وهل الشعوب راضية عنه، يثبت أن مبرر خروجه للنور في هذا الوقت بالذات وسبب وجوده وغاية أحلامه تحقيق أجندة هذه الأنظمة، والانقلاب سريعاً على أحلام هذه الشعوب".
واعتبر أن "أولوية الشعوب في مسيرة الإصلاح وزيادة زخمها وقوة تأثيرها"، مستدركاً "أما الوحدة فلها وقت وحديث آخر، بشرط أن يكون حديث شعوب يرتفع من أسفل إلى الأعلى وليس نتيجة قرار سياسي من رأس الهرم ينزل للناس ببراشوت" على حد تعبيره.
وتساءل القحطاني "هل يعقل أن كل شعوب الأرض استلمت زمام المبادرة وأصبحت تشارك بقوة وفعالية في صنع مستقبل الأوطان؟ إلا الشعوب الخليجية التي تعيش على الرصيف السياسي، وتحيا وتموت وهي في أسفل ركب قطار الأوطان المنطلق بسرعة إلى الأمام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق