السبت، 12 مايو 2012

الجنوبيون في طريقهم لاستعادة دولتهم

جاوز الجنوبيون مرحلة اثبات الذات وتقديم اوراق اعتماد قضيتهم العادلة لدى الاطراف المحلية والإقليمية والدولية بامتياز شبابي وشعبي اعطاها زخما وطنيا لن يرضى بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة بديلا ,فاجأ الجميع ولم يكن يتوقعه احدا حتى اؤلئك الذين ابدوا تأييدا وتعاطفا معها منذ انطلاقتها وهي في سيرتها الاولى ,وبالمقابل اثار خوف وحفيظة اؤلئك الذين مازالت مشاريع اطماعهم قيد التنفيذ بل وفي طور التمدد لتصل من خلفها اياديهم اينما وصلت للبسط على حقوق الغير في سباق مع ما تم التخطيط له قبل فوات الاوان ترجمة لمأثورة فيدهم (الوحدة خط احمر )
كان لزاما على الجنوبيين ان يتجاوزوا طقوس آلامهم وأحزانهم ومآسيهم وان ينتابهم شعور الانتصار لقضيتهم تحت راية مشاعر واحدة ,وجبهة واحدة تلبية لدعوة الواجب الوطني المقدس لمواجهة اوهام الماضي الملوث بفيروسات العواطف المزيفة ورومانسية السراب الوحدوي التي كانت سببا مباشرا في اصابة الجنوب بمقتل عام 90 ثم ساءت احواله كثيرا على اصوات المدافع وصدى فتاوى الابادة الجماعية والاجتياح الهمجي لقوات ما سمي فيدا ونهبا وبطشا بالشرعية الدستورية عام 94
كان لزاما ان يأتي يوم يدرك ويتدارك فيه الجنوبيون انفسهم ويضعوا حدا للتطاول على كرامتهم وحريتهم ويعيدوا مجد تاريخهم الوطني الذي اوقف عجلة دورانه , دخوله عن طريق الخطأ في تقدير سلامة السير نفق عودة الفرع الى الاصل المظلم والظالم في آن واحد والذي يمتاز بتعرجات ومنحدرات الجهل والتجاهل والضم والإلحاق والسباق المحموم على امتصاص خيرات من امنوه وائتمنوه بعد ان قدم نفسه على انه الاخ والشقيق.
في هذا الظرف المصيري الصعب يصبح لزاما على الجنوبيين ان يتجاوزوا خلافهم واختلافهم بل حتى ينسوا او يتناسوا انهم اختلفوا او اختصموا فإطالة النظر تحت الاقدام والبقاء مشدودين الى الماضي لا يحجب رؤية المستقبل فقط وإنما يؤجج نار المتاعب والمصاعب فتتحول الى خارطة طريق للطرف الاخر ينفذ عبرها مشاريعه التدميرية بأقل التكاليف ومردود مضاعف ,ولكن بنظرة مستوعبة لاستحقاقات المستقبل وأجياله التواقة لحياة يسودها الامن والسلام سنجد انفسنا على النقيض من قيم التعصب والبغضاء وتعبئة النفوس بالحقد والكراهية ,وننحاز الى مبادئ التسامح والتصالح والقيم الانسانية والإسلامية وان نسمو فوق جراحاتنا وآلامنا وننظر الى ابعد من انوفنا وعلى مدى الافق حتى نستدل على الطريق السليم من المعوج تحسبا من الوقوع مرة اخرى فريسة للسراب والخراب .
تجاوز الجنوبيون صعابا جمة ولكن مراحل الطريق مازالت امامهم متعددة للوصول الى نقطة الهدف , ومع كل مرحلة وهم مطمئنون الى وعيهم بقضيتهم وإرادتهم التي يراهنوا عليها في تحمل مصاعب ما هو ات , يلتقطون انفاسهم ويجددون نشاط عافيتهم ويجندون امكانياتهم وطاقاتهم ويقيمون فعالياتهم في سبيل اخضاع الواقع الذي نال منهم غدرا وخديعة في ماضي السنوات لمشيئة خياراتهم التي يتطلع اليها كل ابناء الجنوب حتى يستأنفوا تاريخ ابائهم وأجدادهم النضالي الذي اسس دولة النظام والقانون والعدل والمواطنة المتساوية.
تجاوزت القضية الجنوبية مراحل التجاهل والتجهيل والتهوين والتعتيم ,ودوى انفجارها ليسمعه الداني والقاصي ,ومن في اذانه صمم عليه ان يحدق في وجوه الصبية والأطفال ويقرأ بتمعن ,وإذا لم يستوعب ستكشف له عيناه ما الذي خطه الاطفال على وجوههم بألوانه الحمراء والبيضاء والسوداء والمثلث الازرق الذي تتوسطه نجمة حمراء انه علم دولتهم التواقين الى عودتها حتى يعودوا الى ملاعب صباهم وأجواء رياضهم ومدارسهم التي افتقدوها
ولان الجنوبيين لم يروا من الوحدة المزعومة غير تكشيرة انيابها طوال 18 عاما قطعت اجسادهم احياء وبعثرت بجثثهم اشلاء فلا اعتقد ان هناك انسانا حتى وان كان عبقريا يستطيع ان يقنعهم ان تكشيرة الانياب تلك انما كانت ابتسامة طفل برئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق