السبت، 19 مايو 2012

احداث طرابلس اسبابها وتداعياتها

عاد الهدوء الحذر الى مدينة طرابلس اللبنانية بعد ان شهدت اضطرابات خلال هذه الفترة وكثيرا من الناس تجهل تفاصيل هذه الاضطرابات ولم يسلطوا الضوء على جوهر القضية وانما فقط يسمعون احصائيات عدد الجرحى والقتلى الذين يسقطون جراء الاشتباكات، نشبت احداث طرابلس بسبب اعتقال الامن العام اللبناني شاب يدعى شادي مولوي.. فمن هو هذا الشاب ولماذا أثار اعتقاله النار في مدينة طرابلس؟ وخلال جمع معلومات حول السيرة الذاتية للموقوف شادي المولوي ، نجد ان سيرتة الذاتية حافلة بالتورط والشبهات، فشادي المولوي اعتنق فكر "القاعدة" منذ سنوات، وتلقى دورات تدريبية عسكرية في أفغانستان وشارك في أعمال قتالية في العراق.
وهو من أتباع تنظيم القاعدة الذي يسمى "الجهاد في بلاد الرافدين" كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي حتى اغتياله في غارة أميركية، أما مرجعيته في لبنان فهي شيخ في طرابلس يدعى أبو حفظ المصري.
وكان المولوي تردد إلى مدن سورية عدة، بينها القصير وباب دريب في حمص، وجبل الزاوية في إدلب، وقد سبق له أن سجن بين عامي 2007 و2009 بتهمة الإنتماء إلى تنظيم فتح الاسلام.
قبل إعتقاله بمدة، دخل المولوي الأراضي اللبنانية آتياَ من سوريا بطريقة شرعية، هذا ويملك المولوي جهاز"ثريا" وهو جهاز يمكنه من التواصل عبر الاقمار الصناعية من دون المرور بالشبكات المحلية.
فبعد اعتقاله خرجت مظاهرات مطالبة بإطلاق سراحه سرعان ما تحولت هذه المظاهرات الى تبادل اطلاق نار بين منطقة باب التبانة وجبل محسن فبدأت وسائل الاعلام تروج الى وجود نزاع طائفي في لبنان؟ ونسو ماهو سبب هذا النزاع ومن يقوم به ؟ ومن المستفيد ؟ ومن اين اتى هذا السلاح الذي يستخدمه المسلحين ؟ وماهي هذه الجماعات ومن يقف وراها .
تقع منطقة طرابلس في شمال لبنان اكثر حدودها ملاصقة مع سوريا لذلك ان موقعها الاستراتيجي جعل منها ملاذ للجماعات المسلحة في سوريا كي تنفس عن الضغط الذي تتعرض الية من قبل السلطات السورية لذلك جعلت من شمال لبنان امتدادا أمنيا ولوجستيا ليس فقط لهذ الجماعات التي بدئت بلتنقل بحرية تامة ضمن هذه البقعة التي تشكل الحديقة الخلفية لمحافظة حمص، كما لريف دمشق، بل لتنظيم "القاعدة" والمنظمات الاصولية والحركات السلفية التي دخلت مباشرة على الخط السوري الساخن وشكلت جزءا لا يتجزأ من المعارك الأمنية المستمرة في سوريا.
وكان سبب ذلك التحرك للجماعات المسلحة في طرابلس كما كشفت مصادر لبنانية ان الجماعات المسلحة في سوريا تلقّت في الأسابيع القليلة الماضية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والتجهيزات الحديثة، فضلا عن الاموال النقدية، ما سمح لها بشكل أو بآخر أن تنقل الأزمة إلى مدينة طرابلس، بعد أن كانت تكتفي في الأسابيع الماضية بإرسال مقاتليها إلى شمال لبنان للراحة أو لتلقي العلاج في مستشفيات ومستوصفات طرابلس. وكل ذلك كان بدعم منّ المخابرات المركزية الأميركية، وبالتعاون مع نظيراتها السعودية والقطرية والتركية(كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الاسبوع الماضي)، هي التي كانت تقوم بعمليات التحضير والتنسيق، وذلك منذ زيارة الوفد الاميركي الاخيرة إلى بيروت الذي يتراسة "جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأدنى، حيث تشير المعلومات أيضا أنّ عدداً من مرافقي السيناتور الاميركي جوزيف ليبرمان لم يغادروا معه، إنما مكثوا في شمال لبنان تحضيرا لما جرى ويجري من جهة وتأسيسا لانتقال قائد مايعرف بـ "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد إلى لبنان إيذانا بتوسيع رقعة الاشتباكات على الحدود السورية لاستنزاف قوات النظام السوري وإضعافها، وبالتالي تخفيف الضغط الامني والعسكري عن الداخل السوري بما يسمح للمسلحين بالمزيد من الحراك.
 ومع كل هذا التصعيد والتآمر والخطط التي وضعها الغرب و وحلفائه في المنطقة الا ان الوضع في طرابلس عاد الى الهدوء "الحذر"، إلا أن التناقضات والتغيرات في موازين القوى التي عكَسَها، ستكون لها تداعيات على المدى الطويل. فلا عجب ربما، في ضوء الروابط الاجتماعية والطائفية الوثيقة التي تجمع البلدين، ممكن ان تشب نار الفتنة به في حال حقق الغرب اشعالها . لذا، من الملحّ أن يجد القادة في لبنان طريقة لمعالجة هذه الديناميكيات الجديدة معالجةً سياسية وتجنب العودة إلى الفوضى الأمنية وفقدان الاستقرار، وفي الختام تعكس الأحداث في طرابلس حقيقة أن أي حرب أهلية في سوريا لن تبقى ضمن حدود البلاد بل قد تتخطاها إلى لبنان وربما بلاد أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق