الأحد، 13 مايو 2012

التفجيرات الإرهابية موصولة بالمخطط الأميركي


التفجيرات الإرهابية،التي شهدتها دمشق والمدن السورية الأخرى،تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي دعا مسؤوله الأول أيمن الظواهري إلى القتال في سوريا،بينما عناصر القاعدة المدربون على أيدي قطر والسعودية،تسللوا إلى سوريا،عبر تركيا ولبنان،والشواهد على ذلك كثيرة.توقيت استخدام القاعدة على غرار العراق،ودخولها وانخراطها بقوة في الحرب على سوريا،إنما يندرج في سياق توظيف القاعدة لإثارة الفوضى،ومنع الاستقرار،بعدما أدرك الحلف المعادي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية استحالة إسقاط الرئيس بشار الأسد،وكان لافتاً أن توقيت التفجيرات وتصاعدها جاء عقب نجاح الانتخابات البرلمانية على نحو وجه ضربة قاصمة للرهانات الغربية على فشلها، حيث أكدت مجدداً انحياز الأغلبية العظمى من الشعب العربي السوري إلى جانب الرئيس بشار الأسد،وبرنامجه الإصلاحي،ولهذا تحركت،أو حركت قوى الإرهاب لتضرب بشكل أعمى في دمشق، وحلب،ودرعا كي تنتقم من الشعب العربي السوري وقيادته وتطمس الانجاز الانتخابي،وتحاول إعاقة مسيرة الإصلاح،وعرقلة تنفيذ خطة كوفي أنان.
 ويبدو من الواضح أن الخطة الغربية،بعد فشلها في إسقاط نظام الرئيس الأسد،تقضي بشن حرب استنزاف ضد سوريا،مشابهة لتلك التي نفذتها عصابات الكونترا في نيكاراغوا إثر انتصار الثورة الساندينية في الثمانينيات من القرن الماضي،بتمويل سعودي قطري،وذلك بغية منع الحل السياسي،والحيلولة دون استقرار سوريا،وبقائها دولة قوية مستقلة مقاومة للهيمنة الاستعمارية،وهو ما يخيف أميركا وحلفاءها الذين باتوا هذه الأيام قلقين من نتائج وتداعيات إخفاق مخططهم في سوريا،وتمكنت السلطات السورية من السيطرة على مقاليد الأمور،والنجاح في ضرب القواعد الأساسية للجماعات المسلحة في حمص وحماة،وتشديد الإجراءات على الحدود مع دول جوار سوريا،وضبط البواخر المحملة بالأسلحة.
 وإذا كان مؤتمر أعداء سورية الأخير في اسطنبول قد عكس وجود خطة غربية،أوكل تنفيذها إلى قطر والسعودية وتركيا،وتستهدف تغذية حرب أهلية في سوريا لاستنزافها،فإن الكلام في واشنطن عن تنفيذ هذه الخطة أصبح حديث الكتاب والإعلاميين والأوساط الأميركية المطلعة على ما يجري في كواليس دوائر القرار الأميركي،والتي أكدها الباحث الأميركي غليزبروك الذي تحدث عن اهتمام الغرب بمواصلة نزف الدم والطاقة السورية،ليس فقط بهدف استمرار الصدامات المسلحة في سوريا،إنما بهدف مواصلة إضعاف سوريا،وتبديد طاقاتها.
 غير أن ما يقلق مهندسي هذه الإستراتيجية:
 -الاحتمالات الكبيرة لفشلها،والتي تؤشر إليها التطورات الميدانية والسياسية في سوريا.
 -اختلافات وانقسامات قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج.
 -استمرار تماسك النظام وازدياد شعبيته،وتمتعه بدعم إقليمي ودولي كبير.
 -الطابع التنموي للاقتصاد السوري،الذي يجعل سوريا قادرة على تحمل الضغوط.
 على أن التفجيرات الإرهابية الهادفة إلى إضعاف الدولة السورية، وهز الاستقرار، أدت إلى نتائج معاكسة تمثلت في ردود الفعل المحلية والعربية والدولية المنددة بالمجزرة الإرهابية، وانكشاف حقيقة ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية آتية عبر الحدود، ومدعومة من أنظمة خليجية وإقليمية تابعة لأميركا.
 فيما الشعب العربي السوري ازداد وحدة والتفافا حول دولته وقيادته، وبات أكثر يقظة ووعيا لما تتعرض له سورية من مؤامرة تستهدف الانتقام من دعمه للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، هذا في وقت اتضح فيه أن من يعمل على عرقلة خطة أنان هم الجماعات المسلحة الإرهابية بشهادة المراقبين الدوليين وقائدهم مود، الذين استهدفت دوريتهم بعبوة ناسفة في درعا، ومثل هذه النتائج توفر الغطاء المحلي، والإقليمي والدولي للدولة الوطنية السورية لتضرب بقوة وحزم الجماعات الإرهابية المسلحة، وتعمل على تطهير البلاد منها.
حسن حردان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق