الأربعاء، 27 يونيو 2012

علماء لبنان يتبرءون من كلام الشيخ احمد الاسير الذي تهجم فيه على حزب الله معتبرين اياه اثارة للفتنة الطائفية

ترك الكلام الذي أطلقه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير جدلاً واسعاً على الساحتين السياسية والدينية في لبنان، ووصل الأمر ببعض الشخصيات إلى حد إتهام الشيخ بمحاولة إيقاع قتنة بين الطائفتين السنية والشيعية، مصادر لبنانية قامت بإجراء مقابلات مع بعض مشايخ وعلماء الطائفة السنية للوقوف عند رأيهم بما أطلقه الشيخ السير من مواقف.

أمين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ يوسف الغوش أكد لمصادر لبنانية ان "أحمد الأسير يقوم بتصرفات تسيء إلى الإسلام والمسلمين في هذا البلد, والتصعيد في غير محله ويؤدي إلى شحن النفوس الضعيفة والعقول الخفيفة مما يؤدي بالبلد إلى الهلاك, لأنه جمع بإساءته كل من الجيش اللبناني الذي يدافع عن وحدة الصف والسلم الأهلي والعيش المشترك, ورموز المقاومة الذين قاتلوا إسرائيل وانتصروا عليها في زمن الاستسلام العربي, والإساءة إلى الرئيس بشار الأسد الذي نعده الذي لولاه لما بقيت الهوية العربية الممانعة ولا بقيت فلسطين, أما بالنسبة للإساءة للجمهورية الإسلامية فنحن يجب علينا أن نشكرها بدل الإساءة لها لأنها تخدم العرب والمسلمين وتقف إلى جانب قضية كل من" فلسطين وسوريا والمقاومة ".

أما الغوش رأى "أن الأسير يحاول أن يأخذ مكانا متقدما له في لبنان، لأن كثيرا من الكلام الذي يطلقه لا حجة له به , بل حجة عليه لأنه حتى الآن لم يتخذ موقفا معاديا عن إسرائيل ولا موقفا مؤيدا للقضية الفلسطينية إلا ما ندر والنادر لا حكم عليه".

رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ عامر عبد الرزاق أشار لمصادر لبنانية إلى "أن ما قاله احمد الأسير لا يمت إلى الإسلام ولا إلى الطائفة السنية بصلة, والأسير يريد أخذ الطائفة السنية إلى خندق العمالة، وهي طائفة المقاومة وتحمل مشروع العداء لأميركا وإسرائيل ولا يمكن أن تكون في خندق العمالة والخيانة والشيخ الأسير يحاول لعب الدور الذي فشل في القيام به تيار المستقبل"، مضيفاً "كنا نتمنى عليه أن يتلقى المال بدون أن يدفع باتجاه فتنة في البلد. والشيخ الأسير عليه أن لا يتقبل مالاً مشروط من اجل إسقاط لبنان بفتنة مذهبية، فإن كان القطري يريد خراب سورية بالمال وهو ينفذ ذلك فهل المطلوب ان يشعل لبنان أيضاً بالفتنة؟، كما أنه ليس هناك شيخاً درس الإسلام ويتصرف بما تصرف به الاسير ويتكلم بما تكلم به".

وأضاف عبد الرزاق، "أين كان احمد الأسير عندما كانت إسرائيل تقصف لبنان من شماله إلى جنوبه، دون تمييز بين السني والشيعي والدرزي والمسيحي، ولم نر حميته فيما حدث في غزة السنية التي ضربت قبل أيام، فأين هي سنيته وأين خو حرصه على اهل السنة لان". ملفتا إلى ان "الأسير يحمل مشروعاً فتنوياً لذلك نحن نطالبه بالتعقل لأن الفتنة إذا اشتعلت على يديه سوف تحرقه أولاً".
رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان إعتبر "أن كلام الأسير الأخير إذا أردنا وصفه بدقة، نقول بأنه لكلام مَوتور ويدل على عدم الإتزان بالأفكار التي يريد ان يحرجها إلى الرأي العام وطبعا هذا الكلام إنما هو نابع عن حقد أعمى يراد منه أن يحقق مكاسب مادية وشخصانياً. إضافة إلى أن هذا الكلام يدل على اعتماد هذا الرجل على قاعدة شعبية من عوام الناس الذين تستثيرهم وتحرك غرائزهم الخطابات المذهبية والطائفية لا سيما أننا نعيش في وضع موتور مذهبياً وطائفياً. لذا نجد استغلال الأسير لعواطف الناس العاديين كي يمرر مشروعه الذي اردنا ان نقول أن اقل ما في هذا المشروع أنه لا يخدم الوحدة الوطنية والإسلامية خاصة في بلد تتعدد فيه المذاهب والطوائف (لبنان)".

القطان إعتبر أن الذي يدفع الأسير لإطلاق مثل هذه التصريحات "الأرضية الخصبة التي اصبحت تستمع للكلام المذهبي والتحريضي، والغطاء العربي وتحديداً القطري و السعودي ولو لم يكن هناك تواصل مباشر، وتلك الدول أن تطلب من أزلامها في لبنان إسكات الأسير، لكن خطابه يفرح مملكة قطر.

القطان تابع قائلاً "ولا يخفى الدعم المادي الذي يتلقاه سواء كان دعماً محلياً او خارجياً، فنحن نحمل المسؤولية الكبرى والأساسية لمرجعيتنا الإسلامية السنية المتمثلة بدار الإفتاء وسماحة المفتي محمد رشيد قباني والمجلس الشرعي الأعلى، وينبغي على المرجعية الروحية السنية أن تتخذ خطوات جدية بحق الأسير، أقلها يكون بإقالته عن المنبر الأسبوعي لأنه من الممكن لخطاباته الفتنوية أن تشعل الساحة اللبنانية عامة والإسلامية خاصة".

القطان آمل من القيادات التي استهدفها الأسير "استخدام لغة العقل والمنطق وتفضيل قضايا الوحدة الإسلامية، وهذا ما رأيناه. ومن موقعنا كمشايخ مسلمين سنة نعتذر لمن استهدفهم الأسير. ونعلن تبرؤنا من هذا الكلام الموتور للمدعو احمد الأسير ونعتبر كلامه لا يمثل إلا شخصه".

منسق جبهة العمل الإسلامي في الشمال عبد السلام الحراش قال لمصادر لبنانية"إن ظاهرة الأسير هي نتؤات مذهبية وطائفية في مرحلة دقيقة جدا، نحن بحاجة فيها إلى الوحدة الإسلامية كمقدمة للوحدة الوطنية وأن لا تكون في هذه المرحلة مصدرتحريضي ضد المقاومة".

الحراش أكد أنه "مما لا شك فيه أن الأسير ومشغليه في الخارج هم ذو أحقاد موروثة لا يمكن أن يعودوا أنفسهم على اساس المحبة والسلام، فالحاقد لا يمكن أن ترى عيناه إلا ما يراه هو. وندعوه أن يرَ بعين البصيرة" مضيفاً ندعو حزب الله أمام هذه الظواهر الغير الخارقة الى مقارية الساحة السنية مقاربة هادئة، وهذا يتوجب إسلوب سياسي رفيع المستوى وتكليف من يلزم لحوار هادئ مع هذه المجموعات التي بحاجة الى حوار وأن تكون النظرة أفقية غير عامودية وبهذا يتحقق اصلاحاً وصلحاً بالحد الأدنى مع هذه الأطراف لحماية ظهر المقاومة".

من جهة أخرى, أكّد امام مجلس القدس في صيدا الشيخ ماهر حمّود لمصادر لبنانية أن كلام الأسير مرفوض صة ذلك الذي صدر منه اليوم بخصوص حادثة الإعتداء على تلفزيون الجديد، لأن حزب الله وحركة أمل رفعوا الغطاء على المعتدي على قناة الجديد في اللحظة الأولى, وعلى سبيل الافتراض مهما بلغت أخطاء حزب الله وحركة امل فلا يكون الاصلاح بالكلام الذي أطلقه الأسير لأن الاصلاح يكون بالدعوة والحكمة والموعظة الحسنة واعطاء نموذج حضاري لأن الشتائم لا تبني وطناً ولا تصلح خطاً".
الشيخ حمود إعتبر أن كلام الأسير لم يكن موفقا على الاطلاق اذ لم يحترم الحدود الدينية والأخلاقية والاعلامية ولم يتبنّاه أحد خصوصا من اقرب المقربين إلى إمام مسجد بلال بن رباح".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق