السبت، 16 مارس 2013

لبنان: ميشال سليمان: لبنان لن يدفع ثمن ديمقراطية الاخرين وحذار من قانون مذهبي

أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في "أن يصبح لدينا هيئة وطنية للاغتراب برئاسة رئيس الجمهورية ترعى شؤون المغتربين".
وأكد "أن لبنان لن يدخل بحرب طائفية، فقد تعلم كثيرا من الماضي. ولن يدفع ثمن ديموقراطية الاخرين".
وإذ اشار الى "أنه لنتجاوز الاضطرابات التي تحيط بلبنان، علينا جميعا ان نتمسك بإعلان بعبدا، وان لا نرسل مسلحين الى سوريا ولا نستقبلهم. وعلينا أن نلتزم الحياد". وأكد تكليف الجيش اللبناني "قمع وتوقيف اي مسلح موجود بهدف المحاربة، إن كان معارضة او غير معارضة".
ورأى "أن ما يحمي الطائف قانون انتخاب عصري يمثل الجميع". وقال: "إن قانون الستين لم يعد يعطي النتيجة التي نريدها وفقا لصيغة الطائف. وحذار من العودة الى ما قبل قانون الستين ونذهب الى قانون مذهبي. إذ أن هكذا قانون لا يناسب لبنان أبدا ولا يشبه صيغة الطائف، واتمنى في حال صدر قانون مذهبي، ان لا ينتخب المغتربون ابدا، او ان ينتخبوا نوابا بلا طوائف. وهذا ما سيكون مطلبي من المجلس النيابي في حال اضطر للتوقيع على قانون مذهبي، أي أن يترك المغتربون بعيدا من الطائفية. لن نصدر اليكم صناديق مذهبية".
وأضاف: "إن الاهم من كل ذلك، أن نضع ولمرة واحدة، نصب اعيننا تعزيز الجيش اللبناني. فالجيش هو رمز الوحدة الوطنية وحارب الارهاب وتصدى لإسرائيل الى جانب المقاومة. فلنؤمن له تجهيزات بالسلاح المناسب ونضع استراتيجية دفاعية ونستفيد من قدرات المقاومة الى حين ان يتمكن الجيش من الدفاع وحده عن الارض وضبط الامن".
كلام سليمان جاء في خلال لقائه أبناء الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار في احتفال حاشد نظمته السفارة اللبنانية في ابيدجان على شرف رئيس الجمهورية.
وبعد النشيدين الوطني والايفواري، تحدث سفير لبنان لدى الكوت ديفوار مرحبا بالرئيس سليمان والوفد المرافق، مشيرا الى "ان زيارة الرئيس سليمان الى الكوت ديفوار جاءت تحمل طعم المطر الذي انهمر بعد خمسين عام من القحط والجفاف، وان هذه الزيارة احدثت تحولا جذريا في نظرة الايفواريين الى الجالية اللبنانية في ابيدجان".
ثم، ألقى سليمان كلمة بدأها مرحبا بالحضور، وقال: "إن أهم شيء استطيع أن أفعله بعد هذه الزيارة هو ان اقول لرئيس الجمهورية المقبل ان تكون زيارته الاولى للخارج الى الكوت ديفوار وحكما برفقة السيدة الاولى. وفي الواقع، أنا أقول هذا الشيء لأنه منذ وصولي الى هنا، أي من المطار حتى مقر الاقامة، رأيت على كل طريق وكل مبنى وكل جسر، وكل شجرة الاعلام اللبنانية وصور ولافتات الترحيب، ومن وجوه الناس ذي البشرة السوداء كم هي قلوبهم بيضاء ومليئة بالمحبة. اشكر كل واحد بمفرده على ما قام به لانجاح هذه الزيارة، واشكر السفير علي العجمي، سفير لبنان في الكوت ديفوار".
وتابع: "إن اللقاء تأخر كثيرا لأن الظروف لم تساعد على تحقيقه. لقد عقدنا العزم ان نأتي قبل الآن، لكن الظروف التي مرت على المنطقة كانت متقلبة. وصمودكم انتم في القارة الافريقية بعامة بعد 1990 والتغييرات الكبيرة، وصمودكم في الكوت ديفوار بين العامين 1999 و2011 أظهر اصرار اللبناني وعناده كي يبني الدولة التي هو فيها.
انتم بقيتم في الكوت ديفوار كأبناء البيت وكأبناء الوطن وليس كمستثمرين انتهازيين بل اصبحتم حاجة لابناء هذا البلد الكبير، ولم تكونوا ابدا عبئا على هؤلاء المواطنين. كلنا نعرف كم ان الاغتراب صعب والمغترب ليس مترفا، وبخاصة في ظل ظروف صعبة مثل ظروف افريقيا، ونعلم أيضا أن جميع المغتربين ليسوا ميسورين، ولكن نعرف ان هؤلاء لديهم تحد وطلبوا الحياة الكريمة وتركوا بلدهم لأجل هذه الحياة".
اضاف: "زيارتي لكم والوفد المرافق في الكوت ديفوار هي للإطمئنان على اوضاعكم والاطلاع على حاجاتكم، في هذه الظروف الصعبة التي تمر الآن على الوطن لبنان وأيضا على الكوت ديفوار. وكم تعرضتم للمنافسة غير الشريفة وتعرضتم للتشكيك في بعض الاحيان والسبب الوحيد انكم تحملون قضية العرب الشريفة معكم ولذلك يوجد هنا أعداء يحاربونكم في كل المجالات. انتم لستم ارهابيين ولا انتهازيين ولا مستغلين، ولكن السيطرة والهيمنة تحاربكم والمهم أن حكومة وشعب الكوت ديفوار هما معكم. إن احترامكم للقانون وعادات الشعب الايفواري وتقاليده مهم جدا. أسهمتم بإنماء هذا البلد ولكم الحق على الدولة اللبنانية أن تحميكم إبان الازمات. وكانت الدولة مهتمة ابان الازمة الاخيرة في الكوت ديفوار، وتتابع اوضاعكم بشكل متواصل. وإن شاء الله أن يصبح لدينا هيئة وطنية للاغتراب برئاسة رئيس الجمهورية ترعى شؤون المغتربين.
إن الزيارة مهمة جدا لتطوير العلاقات الثنائية مع الكوت ديفوار، وتتويج العلاقات الانسانية التي نسجتموها ورفعها الى مستوى الدولتين".
وتابع: "هناك اتفاقات عديدة يجب أن توقع بيننا والحكومة الايفوارية، واليوم وقعنا اتفاقات وقد ابلغنا الرئيس واتارا انهم في صدد فتح سفارة لبلادهم قبل آخر السنة في بيروت. وأيضا سيزور لبنان في مطلع العام 2014. ونحن في الحقيقة نشارككم دائما قلقكم على الوطن والاوضاع في لبنان والاضطرابات حولنا والطائفية. فكونوا اكيدين أن لبنان لن يدخل بحرب طائفية، فقد تعلم كثيرا من الماضي. ولن يدفع ثمن ديموقراطية الاخرين. لذلك تحسبا لهذا الموضوع اتخذنا مجتمعين قرارا في هيئة الحوار الوطني وهو "اعلان بعبدا" ينص على حياد لبنان عن الازمات حوله، ما عدا القضايا الانسانية وقضية فلسطين وما يجمع عليه الدول العربية. ولكن لنتجاوز الازمة علينا جميعا ان نتمسك بإعلان بعبدا وان لا نرسل مسلحين الى سوريا ولا نستقبلهم. يجب علينا أن نلتزم الحياد. وكلفنا الجيش اللبناني قمع وتوقيف اي مسلح موجود بهدف المحاربة، إن كان معارضة او غير معارضة. هدفنا أن تعم الديموقراطية حولنا بلا عنف لأن العنف يولد التطرف والطائفية وهذا لا يناسب ديموقراطيتنا. وهذه الديموقراطية التي نتمنى ان تحل بسرعة هي فرصة لتحسين ممارسة الديموقراطية في لبنان في ظل اتفاق الطائف الذي شكل شبكة امان للبنانيين. ونحن ليس لدينا مطالب سياسية من أي فئة. ولكن يجب ان يكون لدينا ممارسة صحيحة للديموقراطية التي توافقنا عليها.إن الطائف سمح لنا أن نتجاوز مطبات كثيرة في هذه الفترة وبخاصة بعد العام 2008. وطبعا هناك ثغرات كثيرة في الدستور علينا تصحيحها لمصلحة لبنان وليس لمصلحة سلطة على سلطة أخرى. وسمح لنا الطائف ان نتجاوز الازمة المالية التي عصفت بالعالم وثبت حضورنا في مجلس الامن وفي الجامعة العربية وعبر العلاقات الدبلوماسية والتبادل الدبلوماسي مع سوريا والذي ترجم ايضا بقرار فتح سفارتين للسنغال والكوت ديفوار في لبنان. وشهدت الاعوام 2008 و2009 و2010 ازدهارا كبيرا وإن شاء الله يعود هذا الازدهار وتنقشع الغيمة السوداء عن سماء لبنان".
وقال: "ليس على أحد أن يخيفنا بالاقليات. إننا في ظل جو الصراع بين الانفتاح والانعزال الذي يشهده العالم يبقى لبنان الواحة الوحيدة التي لا اقليات فيها. فكلنا أقليات في لبنان متفقون على صيغة نتشارك فيها. ولذلك علينا متابعة تنفيذ اتفاق الطائف بكل بنوده. وأن ما يحمي الطائف هو قانون انتخاب عصري يمثل الجميع.إن قانون الستين لم يعد يعطي النتيجة التي نريدها وفقا لصيغة الطائف. ولكن حذار من العودة الى ما قبل قانون الستين ونذهب الى قانون مذهبي. إذ أن هكذا قانون لا يناسب لبنان أبدا ولا يشبه صيغة الطائف واتمنى في حال صدر قانون مذهبي، ان لا ينتخب المغتربون ابدا، او ان ينتخبوا نوابا بلا طوائف. وهذا سيكون مطلبي من المجلس النيابي في حال اضطر على التوقيع على قانون مذهبي، أي أن يترك المغتربون بعيدا من الطائفية. لن نصدر اليكم صناديق مذهبية. وعلى القانون الجديد ان يعطي حق الانتخاب لسن ال 18 سنة، وأن يعطي المرأة حقوقها واشراكها في المجالس النيابية. علينا متابعة الانماء المتوازن فلا يجوز بقاء مناطق محرومة. إن المشاريع يجب ان تنفذ في البقاع والشمال وفي جميع المناطق. وهذا الموضوع نؤمنه بشكل افضل اذا قررنا اللامركزية الادارية التي ينصها اتفاق الطائف. والمطلوب تحديث القوانين واقرار قانون استعادة الجنسية،الذي حولناه الى المجلس النيابي، وأيضا فصل النيابة عن الوزارة وقانون الاحزاب والجمعيات. والاهم من كل ذلك، أن نضع ولمرة واحدة، نصب اعيننا تعزيز الجيش اللبناني. لقد اقرينا في الحكومة برنامج تسليح الجيش وارسلناه الى البرلمان. إن الجيش رمز الوحدة الوطنية وحارب الارهاب وتصدى لإسرائيل الى جانب المقاومة. نؤمن له تجهيزات بالسلاح المناسب ونضع استراتيجية دفاعية ونستفيد من قدرات المقاومة الى حين ان يتمكن الجيش من الدفاع وحده عن الارض وضبط الامن.
والامر المهم الآخر هو ثروة الغاز التي وجدناها في لبنان والله انعم علينا بها، يجب وضع آلية شفافة لاستثمارها ليس لسد الديون بل لتعزيز الثقة بالاقتصاد اللبناني وانشاء صندوق يرتبط بأعلى سلطة في الدولة.لأن هذه الثروة هي من حق احفادنا وأولادنا".
وختم سليمان: "هناك مشاريع كثيرة يجب ان يبدأ بتنفيذها، وتأخرنا في ذلك. من الكهرباء وسدود المياه. وأنا أؤكد ان السياسة هدفها الانماء وتطوير الحياة الكريمة للمواطنين، وتطوير البلد وليس العكس أي ان نستغل الانماء لنعمل في السياسة. هدفها دائما تقوية الاقتصاد. ابتعدوا عن السياسة ولا تدعوها تفرقكم. ابقوا على تضامنكم. والمشاهد التي رأيناها هنا نعتز بها، بين الطوائف ورجال الدين وأيضا السفراء العرب الذين يقولون ان ركيزتنا الاساسية في افريقيا هي الجالية اللبنانية. لن اتكلم عن اخلاصكم للكوت ديفوار، فقد لمست هذا الوفاء والمحبة لدى كل المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس واتارا. إن محبتكم للبنان معروفة وظهرت بالترحيب، عبر محبتكم لعلم لبنان وارزة لبنان والزيتون وزيت الزيتون من لبنان الذي يجب عليكم ان تستهلكوه بشكل دائم كي تشموا رائحة لبنان. اطلب منكم الحفاظ على العروبة، قضيتنا يجب ان تبقى بأيدينا نحن العرب، وذلك يظهر عبر تضامنكم ومحافظتكم على القضية القومية وعلى اللغة العربية، إن لغتنا هي قوتنا، فعلموا اولادكم اللغة الغربية.اشكر معكم السلطات الايفوارية والرئيس واتارا على حفاوة الاستقبال نظرا لما لمسته من محبة منه للجالية اللبنانية وتقدير كبير لأبنائها، ولم استغرب لأنه كان رئيس حكومة في عهد الرئيس الاول بوانييه، الذي قال ان اللبنانيين رسل، الله تعالى ارسلهم الى الكوت ديفوار".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق