السبت، 7 أبريل 2012

مصادر لبنانية: CIA تجند الطلاب اللبنانيين بجامعات أميركا عبر جمعية طلابية


كشفت مصادر لبنانية ان إحدى الجمعيات الطلابية الأميركية-اللبنانية قررت منذ العام 2008 أن تجمع الطلاب اللبنانيين في مختلف الولايات والمدن، لتقدّم لهم سنوياً دورات تجنيد وتطوّع في "وكالة الاستخبارات المركزية"، تحت شعار "نعمل من أجل توفير وظائف للطلاب اللبنانيين في الولايات المتحدة".

واشارت الى ان مجموعة طلاب لبنانيين ومن حاملي الجنسية الأميركية من أصل لبناني، ممن يدرسون في جامعات الولايات المتحدة، أطلقوا وانضموا إلى مؤسسة "لا تبغي الربح" اسمها "الشبكة الجامعية اللبنانية" Lebanese Collegiate Network اختصاراًLCN

هذه الشبكة، التي يديرها لبنانيون تسعى إلى جمع أكبر عدد من النوادي الطلابية التي تضمّ لبنانيين من مختلف جامعات الولايات المتحدة، وربطها في شبكة واحدة.

وبحسب المصادر، فإن "إل سي إن" نجحت لغاية الآن بضمّ 20 نادياً لبنانياً جامعياً. ومن أبرز نشاطاتها تنظيم المؤتمرات وورشات العمل وحملات التبرع وحفلات الدبكة. لكن "الشبكة الجامعية اللبنانية" التي تدّعي "السهر على مصالح الطلاب اللبنانيين في الولايات المتحدة وتأخذ على عاتقها توفير فرص العمل لهم"، سعت منذ انطلاقها عام 2007 وحتى العام 2012، إلى تنظيم ندوات عن "وكالة الاستخبارات المركزية" برعاية الأخيرة. والمحاضرون عناصر من الوكالة يحملون أهدافاً توظيفية وتجنيدية معلنة للطلاب. وآخر تلك المشاركات كانت الأسبوع الماضي في معرض "المهن والتطوّع" ضمن إطار "المؤتمر السنوي الخامس" للشبكة الذي أقيم في جامعة "لويولا ماريموت" في لوس أنجلس.

واشارت المصادر الى ان الـ"سي آي إي" من أبرز الراعين الممولين للشبكة وصنّفت Gold Sponsor، أي "راعياً من الفئة الذهبية" في عام 2012، إلى جانب رعاة آخرين أدنى رتبة (الفضية) مثل "الروتاري" و"روترأكت".

وذكرت المصادر ان "مساهمة الـ"سي آي إي" المالية في الشبكة الطلابية على مدى سنوات، قد تعد مخالفةً صريحة لقوانين عمل الوكالة داخل الأراضي الأميركية؛ إذ إن القانون يسمح للوكالة بإنفاق الأموال في نشاطات تجنيدية مباشرة في الولايات المتحدة، لكن لا يسمح لها بدعم منظمات أميركية تضمّ أميركيين في الداخل الأميركي. فمن سمح للوكالة بتمويل شبكة طالبية أميركية في نحو 20 ولاية؟ هل المسؤولون في الاستخبارات الأميركية وفي القضاء والكونغرس على علم بالأمر؟ هل سيحاسب الكونغرس الـ"سي آي إي" على مخالفة جديدة تتخطى فيها الإطار المحدد لنطاق عملها؟ والأهم، ماذا عن طلابنا الأعزاء الذين يرفعون اسم لبنان عالياً في الخارج ويعرضون خدماتهم التجسسية لمصلحة دولة أخرى تحت غطاءات مختلفة؟".

وكشفت المصادر ان "روزنامة مناسبات ونشاطات "الشبكة الجامعية اللبنانية" منذ عام 2008، المنشورة على موقعها الإلكتروني، تبيّن أنها، بعد أشهر قليلة على إطلاقها رسمياً، استضافت في نيسان عام 2008 أول محاضرة لـ"سي آي إي" في إطار ما تسمّيه الشبكة "دورة معلومات" أو "دورة تعريف". Info Session والشبكة تشرح أن هدف تلك الدورات التي تعتمد على المحاضرات هو "حثّ الشركات على توظيف أعضائنا عندها". لكن اللافت، أنه على مدى خمس سنوات، كانت وكالة الاستخبارات المركزية هي "الشركة" الوحيدة التي تعطي الدورات المهنية للطلاب! وأكثر من ذلك، إن أحد محاضر اجتماعات "إل سي إن" يظهر كيف يصرّ المسؤولون في الشبكة على الاكتفاء بـ"سي آي إي" راعيةً ومنظمة للدورات دون سواها. ففي اجتماع بين مسؤولي الشبكة في 31 أيار عام 2011، رسم المديرون والأعضاء الأساسيون خطة عمل مؤسستهم للسنوات الخمس القادمة. وخلال المشاورات اقترحت المسؤولة المالية تامي أيوب أن يشارك في دورات المعلومات، إضافة إلى "سي آي إي"، ممثلون عن شركات أخرى أو مهنيون يشرحون أكثر عن مسيرتهم واختصاصاتهم للطلاب. لكن مسؤولاً آخر، يدعى أنطوني جميّل، ردّ على أيوب، مشيراً إلى أن "هذا الأمر من الصعب تحقيقه لأن كل طلاب النادي لن يكونوا من مهنة واحدة معينة". وهنا أردف باتريك سيسليان، أحد مؤسسي الشبكة وأول رئيس لها، قائلاً "إن السي آي إي تنجح في الأمر لأن حقول عملها متعددة وليست محصورة في مجال واحد تماماً مثل إل سي إن". وفي خلاصة الجلسة، اقترح كل من سيرج حداد وسيفاك سيسليان (من مؤسسي الشبكة ورئيسان سابقان لها) تنظيم معرض للمهن لتلبية حاجات الطلاب. وهنا سمّيا منظمتين للمشاركة في المعرض هما: "سي آي إي" والجيش الأميركي.

وقالت المصادر ان "إل سي إن" تدرج "دورات معلومات سي آي إي" في خانة أبرز إنجازاتها السنوية. وفي أول بيان لها عن تلك الدورات، قالت الشبكة إن "أكثر من 100 طالب شاركوا فيها وطرحوا أسئلة مفيدة على ممثلي الوكالة تناولت الرواتب والالتزامات وسياسات الوكالة. وتعرّفوا أيضاً إلى أكثر من 100 وظيفة يمكن أن يشغلوها ضمن سي آي إي".

واشارت المصادر الى ان الشبكة الطالبية لا تنكر تمويل "سي آي إي" لها، وتؤكد على موقعها وفي رسائلها السنوية أن الوكالة تدفع 500 دولار أميركي لكل دورة تنظمها تحت لواء الشبكة، وأنها تتكفل بتوفير الطعام للمشاركين في الدورات، وأن هذه الأموال تعود لتحسين أعمال المؤسسة الطالبية. لكن بعض التسريبات من داخل الشبكة، تقول إن مساهمة الوكالة المالية في الشبكة تصل إلى 10 آلاف دولار سنوياً، ما يبرر تصنيف "سي آي إي" في مؤتمر "إل سي إن" لعام 2012 "راعياً من الفئة الذهبية".

يذكر أن الشبكة تعرّف عن نفسها بأنها "منظمة غير سياسية، غير دينية، ولا تبغي الربح. تعمل على دعم الطلاب اللبنانيين داخل الولايات المتحدة وتطويرهم".

و"سي آي إي" تعرّف عن مهماتها بالقول: "نحن خط الدفاع الأول للوطن. ننجز ما لا يستطيع الآخرون تحقيقه، ونذهب إلى حيث لا يستطيع الآخرون الذهاب. ننفذ مهمتنا من طريق جمع المعلومات التي تكشف خطط أعدائنا ونياتهم وقدراتهم، وإنتاج تحليل يوفر رؤية وإنذاراً وفرصة للرئيس وصناع القرار المكلفين حماية مصالح أميركا وتعزيزها، وإجراء عمليات خفية بتوجيه من الرئيس لاستباق تهديدات أو تحقيق أهداف سياسية للولايات المتحدة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق