الأربعاء، 25 أبريل 2012

تفاصيل احتلال مسلحو “القاعـدة” لمحافظة أبيـن


يسيطر مسلحو “القاعـدة” في أبيـن على العديد من المحاور والمفاصل الهامة التي بإمكانها فصل الجنوب عن الشمال، وتعد مديريات مثل مودية ولودر والوضيع، مثلثاً يمتد مداه من جنوب الصحراء إلى بداية الجبل الشمالي، وهي مناطق تعتبر محور استقطاب لعناصر “القاعـدة” ويعتمد عليها في تصدير التمدد القاعدي لمناطق متعددة، على الرغم من سماح السلطات اليمنية للقوات الأمريكية بتنفيذ عمليات عسكرية على الأراضي اليمنية، ضد عناصر “القاعـدة” غير أن الضربات لم تقوض قدرة “القاعدة” من التوسع والسيطرة على مناطق رئيسية في محافظة أبيـن، وأجزاء من محافظة شبوة، وتسعى الآن إلى الزحف نحو محافظات عـدن وحضرموت والبيضاء، وغيرها من المناطق المتاخمة لمحافظتي أبين وشبوة.
ويتهم مواطني محافظة أبين الذين نزحوا إلى عـدن بعد سقوط “زنجبار” عاصمة محافظتهم في 27 مايو العام الماضي، السلطات المحلية بأنها أظهرت تباطؤاً ملحوظاً في تصديها لعناصر “القاعـدة”، والتي ما كان لها أن تسقط لولا تواطؤ وضلوع جهات رسمية في السلطة، سلمت كل مؤسسات ومعسكرات ومقومات المدينة لمسلحي “القاعدة” في أقل من ساعة زمنية، على الرغم من كثافة الثكنات والتحصينات والدبابات التي كانت تحيطها.
مصادر التمويل “للقاعدة” في أبيـن
تقول عدد من المصادر إن مسلحي “أنصار الشريعة” كانوا قد وضعوا أيدهم على مبالغ مالية كبيرة بمئات الملايين كغنائم أثناء سيطرتهم على مدينة “أبين” إلى جانب أنهم يمولون أيضاً من جهات رأسمالية إسلامية تقوم بدعم أنشطة من تسميهم ب(المجاهدين) في سبيل إقامة حدود الشريعة الإسلامية .
كما أن هناك مجاميع كثيرة من أفراد “القاعـدة” بل وحتى من القيادات فيها، لا تعلم عن أنشطة بعض القيادات الكبيرة في التنظيم، التي تتلقى دعماً مالياً من الداخل والخارج، وتمارس التجارة بكل شيء بدءاً بالسلاح والسيارات والوقود، والاستفادة من بعض العقود التجارية وابتزاز الشركات النفطية والدولية، ومساومة الدول الأجنبية بملايين الدولارات مقابل الإفراج عن سياح أجانب محتجزين لديهم، وفق ما يقوله عدد من السكان المحليين.
مواقع سيطرة “القاعدة” وتمركز الجيش في أبيـن.
يبسط مسلحو “أنصار الشريعة” نفوذهم وسيطرتهم الميدانية الكاملة، على جميع أرجاء ونواحي مديريتي زنجبار وخنفر أول المدن التي سيطروا عليها، وتخضع لهم مناطق مثل عمودية والكود وباتيس والحصن ودوفس ووادي حسان وشقرة.
وعلى طول الطريق الساحلي بمحافظة أبين، بدءاً من نقطة “العلم” وحتى مدخل “وادي حسان” عشرات النقاط العسكرية التي ترابط فيها العشرات من الثكنات والدبابات العسكرية وسلاح الجو، مقارنة بأربع نقاط فقط يرابط فيها مسلحو “أنصار الشريعة” بدءاً من مدخل مدينة “شقرة” وحتى منتصف جبل “العرقوب”
وتعتبر مدينة “جعار” المركز الرئيسي لتجمع زعماء وعناصر “القاعـدة” وهي عاصمة مديرية “خنفر” أكبر مديريات المحافظة، ومساحاتها تبلغ 4398 كم، وكان “أنصار الشريعة” قاموا باستبدال اسمها إلى “إمارة وقار الإسلامية” وأقاموا فيها نظاماً إسلامياً، ويرجع “أنصار الشريعة” سبب تغييرهم تسمية المدينة إلى “وقار” أن كلمة “جعار” تعني بالغة العربية “الضبع أو الذئب” وهو اسم لا يليق بمدينة إسلامية، حد قولهم.
المناطق التي تخضع تحت سيطرة جماعة “أنصار الشريعة” تجد رايات “أنصار الشريعة” ذات اللونين الأبيض والأسود مكتوب عليها عبارة التوحيد، والكثير من عناصر “القاعـدة” يتجولون بأسلحتهم الآلية على أطقم عسكرية، أو يتنقلون بواسطة “دراجات هوائية” معتمدين على شبكة اتصالات لا سلكية متقدمة جداً، تشبه من حيث فعاليتها تلك التي تدير بها الأجهزة الأمنية عملياتها، والملاحظ أن الجميع يعملون في شبكة واحدة ويؤدون وظيفة الشرطي الواحد، كما أنك تجد بعضهم يضع سماعة أذنه يسمع من خلالها بعض التوجيهات التي تصل إليه دون الرد عليها، كما أن جميع “أنصار الشريعة” متدربون على استخدام الأسلحة الآلية، ويجيدون مهنة الإسعافات الأولية ومعالجة الجرحى، والتي تعتبر واحدة من الأساسيات الضرورية التي لا بد أن يتعلموها ويتقونها.
وتنحصر حالياً سيطرة الجيش اليمني، الذي يبلغ قوامه ستة ألوية عسكرية مزودة بترسانة قوية من الآليات والدبابات القتالية وسلاح الجو، على حدود الشريط الساحلي الممتد من نقطة “العلم” وحتى منطقة “وادي حسان”، وتشارك في العمليات العسكرية المرابطة على حدود الخط الساحلي في محافظة أبين، 6 ألوية عسكرية، إلى جانب لواء 25 ميكا، الذي يقوده العميد/ محمد الصوملي والمرابط في منطقة وادي حسان بمحافظة أبيـن، كما توجد 3 وحدات من بطارية 85 الدفاع الساحلي ويحاول الجيش منع وصول المقاتلين والاسلحة عن طريق البحر، ويتقدم الجيش اليمني الان نحو وسط مدينة زنجبار لكن ببطء شد يد والاخبار هناك تشير انسحاب معظم مقاتلي القاعدة بعد القصف الجوي المتواصل على اماكن تواجد القاعدة.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن حجم القوة العسكرية للجنود المرابطين في أبيـن، تصل إلى نحو 12 ألف جندي، يتناوبون على مدار الأسبوع، موضحة أن كل لواء يتكون من خمسة كتائب يبلغ حجمها العددي إلى 5000 جندي، وكل كتيبة تتكون من خمسة سرايا في كل سرية منها، يعمل 100 جندي، والسرية الواحدة تتكون من خمسة فصائل يعمل في كل فصيل منها 20 جندياً، وهذه الإحصائيات تقديرية إذا تم اعتمادها وفق المعطيات الواردة ضمن منظومة مهام كل لواء عسكري.
نبذة عن محافظـة “أبيـن” وموقعها وعدد سكانها
تقع محافظة أبيـن إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء وتبعد عنها بنحو 427 كيلو متر، وإلى الشرق عن محافظة عـدن بنحو 160 كيلو متر، وتتصل محافظة أبين، شمالاً بمحافظة البيضاء، وشرقاً بمحافظة شبوة، وجنوباً بالبحر العربي، وغرباً بمحافظتي عـدن ولحـج.
تقدر نتائج التعداد السكاني التي أجريت عام 2004م في محافظة أبين، إجمالي سكان المحافظة 433,819 نسمة، بمعدل نمو سكاني 2,47% في السنة، وتبلغ مساحتها الجغرافية حوالي 16943 كم مربع، ووفقاً للتقسيم الإداري الأخير، فأن محافظة أبيـن تتألف من 11 مديرية هي، العاصمة زنجبار وخنفر ومودية والوضيع والمحفد ورصد وجيشان وسباح وسرار ولودر.
وتعد أهم المباني والمرافق الحكومية العامة في محافظة أبيـن، القصر الرئاسي والإذاعة المحلية، والمجمع الحكومي الذي يشمل مكاتب تمثيل لأكثر من 15 وزارة مركزية، إلى جانب مباني المجالس المحلية و8 منظمات مدنية، وكلية التربية التابعة لجامعة عـدن، و12 مصنعاً للحكومة والقطاع الخاص، وملعب الوحدة الرياضي و12 نادياً رياضياً، بالإضافة إلى ميناء “مقاطين” في مديرية “شقرة” الذي يعد من أقدم الموانئ اليمنية، ومصنع 7 أكتوبر للذخيرة الوحيد في الجمهورية اليمنية، وهو يتضمن مجموعة ورش لصناعة الذخائر الحية لبعض أنواع الأسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق