الأحد، 14 أكتوبر 2012

لبنان :ميقاتي: لبنان لم يتوان عن تنظيم حملة انسانية لاغاثة النازحين السوريين


اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال القاء كلمة لبنان في جلسة العمل المغلقة للقمة الفرنكوفونية ان "على لبنان ان يشكل مثالاً لمستقبل حضارات العالم أجمع، ليس بالتعايش فقط بل للتسامح أيضاً"، وشدد على "ان لبنان بلد التعددية الثقافية والدينية، والتسامح واحترام القيم يطالب قمة الفرنكوفونية باطلاق نداء لتعزيز مفهوم احترام الرموز والقيم الروحية". اضاف ميقاتي إن "القمة الفرنكوفونية الرابعة عشرة هي القمة الأولى التي تعقد في أفريقيا الوسطى وهي منطقة عانت كثيراً لسنوات طويلة، لذا اسمحوا لي أن أحيي، قبل كل شيء، الجهود التي بذلها شعب الكونغو بقيادة الرئيس جوزيف كابيلا وحكومته ونجاحه في توطيد السلام وعودة الاستقرار. فشعاره القائل بالعدالة والسلام والعمل يمكن أن يشكل نموذج حياة للعديد من المجتمعات المدنية في العالم". واوضح انه "لطالما أخذ لبنان بعده الفرنكوفوني في العالم على محمل الجد، وتشهد على ذلك قمة الفرنكوفونية التاسعة التي عقدت في بيروت في العام 2002 والتي انتخب في خلالها الرئيس عبدو ضيوف، أميناً عاماً للفرنكوفونية. كما استضاف لبنان بعد ذلك بسنوات قليلة دورة الألعاب الفرنكوفونية السادسة. وفي خلال قمة الفرنكوفونية الثالثة عشرة التي عقدت في مونترو وقّع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والأمين العام ضيوف أول معاهدة لغوية لمنظمة الفرنكوفونية، وهي مبادرة تهدف الى تشجيع اللغة الفرنسية وتعزيزها، وها نحن بعد سنتين نؤكد التزام الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية تطبيق بنود هذه المعاهدة". أضف الى ذلك أنه، ونتيجةً مقرارات قمة مونترو، عقد مدراء مشروع "شبكة الامتياز في علوم الهندسة في الفرنكوفونية" اجتماعاً في بيروت في شهر حزيران 2012 بهدف وضع المشروع موضع التنفيذ". وتابع ميقاتي "كما أن عاصمتنا بيروت ستحتفل في نهاية شهر تشرين الأول الحالي بالنسخة العشرين لمعرض الكتاب الفرنكوفوني، وهو ،من حيث الحجم، ثالث معرض بعد معرضي باريس ومونتريال. ويتميز المعرض هذه السنة باستقبال ستقبل "أكاديمية غونكور" كضيف شرف ممثلةً بستة من أعضائها، وسيشكل ذلك مناسبةً لاطلاق جائزة أدبية جديدة هي "لائحة غونكور- خيار الشرق" وسيتم اعلان اسم الفائز بها في خلال المعرض". أضاف: "في لبنان تدرس غالبية المدارس الابتدائية والثانوية اللغة الفرنسية ،كما أن عددا من جامعاتنا ينضوي في اتحاد الجامعات الفرنكوفونية. وقد أبدع شعراؤنا وكتابنا بلغة موليير أمثال ناديا تويني وفينوس الخوري-غاتا وصلاح ستيتيه وجورج شحادة، ونحن فخورون بشكل خاص بالكاتب الكبير أمين معلوف "آخر الخالدين" الذين انضموا الى الاكاديمية الفرنسية." وتابع ميقاتي "هذه هي بعض جوانب التزامنا الدائم والمستمر باللغة الفرنسية، ونحن مجتمعون اليوم هنا بفضل أجمل اللغات التي سمحت لنا بمشاركة قيم تتسم بأهمية قصوى خاصةً في هذه الأوقات المضطربة وهي حرية الفكر والمعتقد وحقوق الانسان والمساواة بين المرأة والرجل والتسامح والديموقراطية، وأنا كلبناني أقدر كثيرا كل هذه القيم. الا أنه، وانطلاقاً من هذه النقطة، لن تحقق مجتمعاتنا أي تقدم من دون تغيير جذري في الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية، أي من دون تنمية متكاملة تراعي النمو الاقتصادي والتطور الانساني في آن معا مع الحرص على تحقيق أهداف الألفية الثالثة والادارة المسؤولة لموارد الأرض. وتكمن أحدى أهم التحديات للسنوات المقبلة في كيفية التوفيق بين الحاجة المتزايدة للموارد والادارة المسؤولية لها مع السعي للقضاء على الفقر في العالم، هذه الآفة التي تطالنا جميعاً حتى في المجتمعات الأكثر نمواً من الناحية الاقتصادية. إن الانضواء تحت راية الليبراليين أو المحافظين أو الانتماء لبلد متطور أو لدولة نامية أمر ثانوي، لأن الأهم هو تطور الانسان، ولا يمكن لأي نمو أن يستمر ان لم تقم مجتماعاتنا المدنية على احترام الآخر والتسامح". وقال : "أقتبس دوماً كلام الجنرال ديغول الذي قال في وصفه بلدي "ان لبنان البلد الوحيد الذي نجح فيه الاسلام والمسيحية في التعايش الذي تعززه المؤسسات السياسية، الأمر الذي يشكل سابقة قيمة لمستقبل العلاقات بين حضارات المتوسط".واسمحوا لي أن أضيف أن على لبنان ان يشكل مثالاً لمستقبل حضارات العالم أجمع ،ليس بالتعايش فقط بل للتسامح أيضاً . وعندما يتطرق أي مسؤول لبناني للسلام والاستقرار فهو يعي تماماً أهمية هذه المصطلحات خاصةً في العالم العربي الذي يشهد تغييرات جذرية. وفي هذا السياق ، وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، فقد تبنت الحكومة سياسة النأي بالنفس، الا أننا لم نتوان عن تنظيم حملة انسانية لاغاثة النازحين، لكننا نطالب المجتمع الفرنكوفوني بمساعدتنا في هذه المهمة الانسانية. ان لبنان بلد التعددية الثقافية والدينية، والتسامح واحترام القيم يطالب قمة الفرنكوفونية باطلاق نداء لتعزيز مفهوم احترام الرموز والقيم الروحية". اضاف:"تعود علاقة لبنان بالقارة الأفريقية الى القرن التاسع عشر،وقد استقبل مواطنو الدول الأفريقية بكرم وعطف مئات آلاف اللبنانيين الذين كانوا يبحثون عن ملاذ آمن، ونحن ممتنون لكم. كما تنبغي الاشارة أن اللغة الفرنسية ساهمت بشكل كبير في بناء روابط وثيقة بين اللبنانيين والدول التي إستضافتهم وبشكل سريع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق