السبت، 24 مارس 2012

جمعة القصاص اكبر مظاهرة بعد سقوط صالح في صنعاء


تظاهر مئات الآلاف من المحتجين اليمنيين أمس بعد صلاة الجمعة في العديد من المدن، في جمعة أطلق عليها "القصاص مطلبنا" مطالبين بإسقاط الحصانة عن الرئيس اليمني السابق تمهيدا لمحاكمته وأعوانه بتهمة قتل المتظاهرين السلميين أثناء الثورة التي استمرت قرابة عام.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات تظهر علي صالح وحبل المشنقة يلتف حول عنقه، وهتف كثير منهم مطالبين بتعويضات لمن قتلوا.
وتعبر المظاهرات المستمرة في شوارع المدن اليمنية عن مشاعر الإحباط وسط الكثير من اليمنيين لاعتقادهم بأن ثورتهم، التي ألهمتها ثورات الربيع العربي الأخرى، لم تحقق أهدافها رغم تنصيب رئيس جديد لدولتهم مكان علي صالح.
وقال الناشط عبد الهادي العزعزي أثناء المظاهرات إن علي صالح لا يزال يعمل على إجهاض الثورة. وتقول المعارضة إن الحكومة الحالية غير قادرة على وقف تمدد تنظيم القاعدة وتعزيز مكانته في الجنوب.
خطر القاعدة في اليمن
وتنظر واشنطن إلى فرع التنظيم باليمن على أنه أخطر ذراع للقاعدة بعد محاولاته المتكررة تنفيذ عمليات تفجير على الأراضي الأميركية. وازدادت قوة فرع القاعدة هذا كثيرا العام الماضي أثناء الثورة إلى درجة سيطرته على عدة مدن بينها زنجبار عاصمة محافظة أبين.
وكان مدرس أميركي قد قتل الأحد الماضي بمدينة تعز ثانية المدن الكبرى في اليمن من حيث عدد السكان بعد العاصمة صنعاء، وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عن هذه العملية، وهو ما أثار المخاوف بشأن احتمال تسلل أعضائها إلى المدينة الواقعة فيما يسمى بالمناطق الوسطى بالبلاد.
وأعطى اتفاق نقل السلطة أيضا حزب صالح -حزب المؤتمر الشعبي العام- نصف عدد الوزارات بالحكومة الجديدة. ويقول المنتقدون إن ذلك مكن علي صالح من التدخل في الحكومة بالعمل من خلال الوزراء الموالين له إضافة إلى أقاربه وأصدقائه الذين لا يزالون يتولون مناصب عسكرية عليا.
ويقول اليمنيون إن جيش صالح كان ينفذ معركة دون حماسة ضد القاعدة. وتأمل واشنطن أن يتغير ذلك في ظل رئاسة هادي لليمن.
لكن منصور هادي لم يقم بأي تغييرات في قوات الأمن والجيش في تعز ما عدا مدير الأمن تاركا المسؤولين الآخرين الذين يعتقد أنهم من المخلصين لصالح في مناصبهم.
وأصدرت السفارة الأميركية في صنعاء الخميس الماضي بيانا أشار إلى تدهور التعاون السياسي في اليمن، وقالت "إن تدخل أي حزب في تنفيذ الاتفاقية التي نتج عنها تنازل صالح عن السلطة غير مقبول". ورأى كثير من المراقبين في ذلك تحذيرا مبطنا لصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق