الأربعاء، 22 مايو 2013

القضية الفلسطينية : لبيد لـ "نيويورك تايمز": عباس ليس شريكا للسلام

صرح وزير المالية يئير لبيد في مقابلة منحها لـ "نيويورك تايمز" ونشرت أمس بأنه يعارض تجميد البناء في المستوطنات كخطوة تساعد على تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. لبيد، الذي عرض في المقابلة مواقف سياسية صقرية، اعترف بأنه لم يلتق أي مسؤول فلسطيني كبير أو يتحدث مع أحد، ولكنه ادعى في نفس الوقت بأن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) ليس شريكا للسلام فقال: "هو واحد من آباء مبدأ الضحية الفلسطينية".
 منذ تسلمه مهام منصبه يمتنع لبيد عن تناول المسائل السياسية في المقابلات التي يمنحها لوسائل الاعلام الاسرائيلية. بالمقابل، عُنيت المقابلة مع "نيويورك تايمز" في معظمها إن لم تكن كلها بالموضوع الفلسطيني. فقد تبنى لبيد في المقابلة على نحو شبه مطلق المواقف السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بل وامتدحه حين قال إنه وجده "مستعدا أكثر مما يميل الناس الى الاعتقاد" لصنع السلام مع الفلسطينيين.
 وقال لبيد في المقابلة "لا اؤيد وقف البناء للنمو الطبيعي في المستوطنات، أعارض ايضا تقليص الامتيازات التي تُمنح للاسرائيليين الذين ينتقلون للسكن في المستوطنات". وتكشف هذه التصريحات مرة اخرى عن عدم معرفته بالمعطيات، وذلك لأنه منذ قرابة عقد، في أعقاب التفاهمات بين حكومة شارون والادارة الامريكية، لا تُقدم منح هدفها تشجيع اليهود على الانتقال للسكن في المستوطنات.
 وأضاف لبيد في المقابلة إنه يعارض كل حل وسط في القدس يسمح باقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في شرقي المدينة. وأشار لبيد الى أنه "محظور تقسيم القدس كوننا لم نأت الى هنا (لاسرائيل، ب.ر) عبثا".
 وادعى لبيد بأنه في اطار التسوية الدائمة مع الفلسطينيين سيُخلى عشرات آلاف المستوطنين من "مستوطنات منعزلة"، ولكنه أوضح بأنه يجب وضع الموضوع الآن جانبا. وبدلا من ذلك، على حد قوله، يجب السعي الى تسوية انتقالية في اطارها تُقام دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على نحو 50 في المائة من اراضي الضفة لا يكون فيها سكان يهود. وعلى حد قوله، يجب وضع جدول زمني من ثلاث – خمس سنوات لترسيم الحدود الدائمة.
 وبسبب أقواله في المقابلة تعرض لانتقاد حاد من محافل عديدة في الساحة السياسية وعلى رأسهم وزيرة العدل تسيبي لفني، التي عُينت بتكليف من الحكومة لتكون مسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت "نصوص لبيد في المقابلة مُخيبة للآمال ويبدو أن حلفه مع نفتالي بينيت هو في الموضوع السياسي ايضا".
 في أعقاب الانتقاد بدأ لبيد جلسة كتلة يوجد مستقبل في الكنيست في "ايضاح" أقواله، وشدد على أنه ملتزم بالتسوية السياسية حسب مبدأ الدولتين للشعبين، ولكنه كرر موقفه في أنه ينبغي السعي الى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وأضاف "ولكن الامر الأول في سموه هو أن علينا العودة الى طاولة المفاوضات... رغم العلم بأنه من الصعب الاعتماد على الفلسطينيين".
 وهاجم وزير المالية منتقديه في ما وصفه "باليسار" وأشار الى أنه "لن أقع في الفخ الكلاسيكي لليسار والذي يقولون لنا فيه مسبقا ما نحن مستعدون لاعطائه". وأضاف: "لا يأتي المرء الى المفاوضات فقط مع غصن زيتون مثلما يفعل اليسار وايضا ليس فقط مع بندقية مثلما يفعل اليمين".
http://beladicenter.net/index.php?aa=news&id22=2756&lang=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق