الخميس، 23 مايو 2013

تونس:الغنوشى : ما تشهده تونس الآن ليس من نتاج الثورة بل بسبب بن على

أشار الغنوشى إلى أن ما دمر فى 50 عاما لا يمكن إصلاحه خلال سنتين فقط.. فالحكومة تسعى لتنفيذ مشروع خاص بالبنية التحتية يتضمن بناء طريق سريع يربط العاصمة بمدن عدة مثل القصرين والقيروان وسيدى بوزيد وقفصة.
أكد راشد الغنوشى رئيس حزب حركة النهضة الإسلامية الحاكم - تعليقا على ما شهدته تونس من أحداث عنف بين قوات الأمن وأتباع حركة "أنصار الشريعة" السلفية- أن هذا اليوم هو يوم انتصار لدولة القانون باعتباره الاختبار الحقيقى لقدرة الدولة على تطبيق القوانين.
وحيا الغنوشى أيضا شجاعة قوات الشرطة والجيش التى نجحت فى استعادة سلطتها وفرض هيبتها.. وجاء ذلك فى حوار أجراه اليوم الأربعاء، مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
وكانت العاصمة التونسية شهدت اشتباكات الأحد الماضى بين أتباع حركة أنصار الشريعة وقوات الأمن التونسى فى حى التضامن؛ لمنع إقامة المؤتمر العام لهذه الحركة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.
وردا على سؤال بشأن ضرورة القضاء على السلفيين فى تونس، أوضح زعيم حركة النهضة أنه يعتقد أنهم فى طريقهم إلى الانحسار مثلهم مثل الحركات اليسارية والقومية والإسلامية فى فترة السبعينيات.. ففى البداية سيرفعون راية التمرد على الدولة لكنهم فى النهاية سيرضخون لمبادئها.
وأشار الغنوشى إلى أن مشكلة هذه التيارات أن الدولة لا تعترف بها ولذلك فإنها سرعان ما تنزوى.
وقال الغنوشى إنه لا يخشى من رد فعل عنيف لقمع هذه التيارات السلفية لأنهم سيورطون أنفسهم فى مشاكل أكثر فأكثر وسينقلب عليهم الشعب مما يزيد من عزلتهم.
وأضاف: "ولتفادى وقوع أى مصادمات عنيفة نأمل فى أن نتمكن من حل مشكلة تنامى ظاهرة السلفية الجهادية المنتشرة فى المناطق الأكثر فقرا إذ يتعين على الدولة إظهار مزيد من الاهتمام بقضايا التنمية".
وبشأن برنامج النهضة فى هذا الصدد، أكد الغنوشى أن برنامج الحكومة فى ظل حكم بن على كان يركز على تنمية حوالى 80% من المناطق الساحلية التونسية و20% فقط من المناطق الداخلية.. أما الآن فستنتهج حكومة النهضة مسارا مختلفا تماما.
وقال "سنتجه إلى الاقتصاد الاجتماعى لأنه لا يمكن الاكتفاء فقط بجهود الحكومة ومن المقرر أن تخصص أموال عائلة الطرابلسى وبن على المنهوبة للاستثمار فى المناطق المهملة".
وأشار الغنوشى إلى أن ما دمر فى 50 عاما لا يمكن إصلاحه خلال سنتين فقط.. فالحكومة تسعى لتنفيذ مشروع خاص بالبنية التحتية يتضمن بناء طريق سريع يربط العاصمة بمدن عدة مثل القصرين والقيروان وسيدى بوزيد وقفصة.
وردا على سؤال بشأن اتهامات تتعلق بأنه يلجأ إلى خطاب مزدوج فما يقوله للسلفيين يختلف عما يصرح به أمام الرأى العام نفى الغنوشى هذا الأمر.. وقال "أنا أسعى دائما لإقناع السلفيين بضرورة العمل داخل المجتمع المدنى وأؤكد لهم دائما أن الدولة قوية وقادرة على سحقهم لكن لم تكن هناك آذان صاغية آنذاك".
وأوضح رئيس الحزب الحاكم فى تونس -فيما يتعلق بمناداته للسلفيين بـ"أبنائى": "أنا أعتقد أن جميعهم من أبناء تونس فبعض أبنائنا يكونوا صالحين والبعض الآخر لا.. لذا علينا أن نحتويهم جميعا ولن يحدث ذلك إلا من خلال الحوار".

وقال الغنوشى فى نهاية هذا اللقاء: "ما تشهده تونس الآن ليس من نتاج الثورة إنما هو من نتائج عصر الرئيس السابق بن على.. لذلك تحولت تونس إلى وجهة للتيارات السلفية القادمة من الخارج لأن نظام بورقيبة وبن على ساهم فى جعل تونس هشة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق