الأحد، 27 أكتوبر 2013

السعودية : “السفير”: واشنطن طلبت من السعودية تغيير هادئ في هيكلة النظام خشية من صراع الأجنحة

تناولت صحيفة السفير اللبنانية السبت، آخر التطورات فى العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وما طرء عليها من فتور وخلافات، بعد تغير السياسة الأمريكية بالانتفاح حول الملف الإيرانى وعدم توجها لخيار الضربة العسكرية لسوريا.
 في هذا السياق، يتحدث تقرير دبلوماسي مصدره واشنطن، عن أسباب غير معلنة للخلاف بين القيادتين السعودية والأمريكية، “صحيح أن السعوديين غاضبون لقرار إدارة أوباما الانفتاح على الإيرانيين وقبلها بسبب عدم مضيها في خيار الضربة العسكرية للنظام السوري، لكن التوتر السعودي غير المسبوق من سياسة واشنطن، يبدو أنه متصل باعتبارات داخلية سعودية”.
ويشير التقرير إلى أن ما دفع السعوديين إلى هذا المستوى من التوتر، “هو القرار الأمريكي بإحداث تغيير هادئ في هيكلية النظام السعودي، مخافة أن يؤدي أي تطور مستقبلي إلى اندلاع الصراع بين الأجنحة المتربصة ببعضها البعض”.
 وأوضحت الصحيفة أنه بعدما أبعد الأمريكيون أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم عن الحكم، “طلبوا من السعوديين إجراء تغيير في هيكلية الحكم مقدمة لوضع دستور جديد في السعودية التي لا دستور لها حتى الآن، وطلبوا البدء بتحديث نظامهم، وإطلاق الحريات العامة وخاصة للنساء والإفراج عن المعتقلين السياسيين، غير أنهم لم يلقوا آذانا صاغية، خاصة في ظل تزامن ذلك مع تعديل واشنطن طريقة تعاملها مع الملفين الإيراني والسوري.
 ووفق التقرير نفسه، فإن السعوديين اعتقدوا أن اتخاذ مواقف تصعيدية مثل عدم إلقاء كلمة السعودية في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفض العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي والتبني المفاجئ للقضية الفلسطينية ورفض انعقاد مؤتمر «جنيف 2» وعدم تحديد موعد لاستقبال الأخضر الإبراهيمي يمكن أن يحرج الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن القرار الأمريكي المتخذ تجاه السعودية بدأت بوادره تتضح في أفغانستان، عندما قدّمت السعودية مؤخرا مبلغ خمسمئة مليون دولار للحكومة الأفغانية لإعادة بناء المدارس والجسم التربوي، فقام الأمريكيون بالضغط على حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فحولت المبلغ لمصلحة تطوير البنىة التحتية، الأمر الذي رفضته السعودية كونها الجهة المتبرعة، فأصرّ الأمريكيون على تحويل المبلغ إلى البنى التحتية، وسأل السعوديون عن السبب، فكان الرد الأمريكي الصاعق بأن «المناهج التي تدرسونها هي التي تخرّج الإرهابيين في كل المنطقة».
ومن جانبه يقول مسئول لبناني عاد من واشنطن مؤخرا حول مدى التحول الجذرى فى السياسة الأمريكية، “إن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق السيناتور جورج جون ميتشل قال في أحد الاجتماعات المتخصصة أن «الإدارة الأمريكية أبلغت الأوروبيين والعديد من حلفائها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى انها تعيد النظر في سياساتها وتحالفاتها الخارجية، ربطا بمعطيات سياسية واقتصادية متحركة، أبرزها اكتشاف النفط الصخري الذي سيجعل الولايات المتحدة تتحكم بالسوق العالمي في العقود المقبلة”.
ويضيف ميتشل في معرض تقييم سياسة بلاده: لقد اخطأنا بقرار احتلال أفغانستان والعراق ودعم “الإخوان المسلمين” للوصول إلى الحكم في العالم العربي، وشكّل التدخل في سوريا ذروة هذا الخطأ، ومن الآن وحتى العام 2050، ثمة خطر محدق بالعالم ككل وهو خطر الأصوليات المتطرّفة، ولكي نستطيع إبعاد هذا الخطر ومواجهته لا بد من جهد عالمي لا تستثنى منه روسيا والصين”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق