الاثنين، 31 مارس 2014

تونس: لا توجد حرب بيننا وبين «نداء تونس».. ونتائج الانتخابات تحدد التحالفات

في ندوة صحفية عقدها صباح أمس الأحد بصفاقس، أنهى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الجدل القائم حول تحصين الثورة بقوله «هي مهمة نتركها للشعب ولصناديق الاقتراع حتى لا نكون أوصياء على شعب تونس الذي يميز بين الخبيث والطيب.».

اللقاء الإعلامي انتظم بمقر حركة النهضة بصفاقس المدينة على هامش الاستفتاء الذي تنظمه الحركة حول تأجيل المؤتمر من عدمه بحضور عضو مجلس الشورى الحبيب اللوز والكاتب العام الجهوي للحركة الحبيب ادريس ومحمد الصغير اليوسفي المنسق للإستفتاء وعدد من كوادر الحزب وقواعده، وقد مهد للقاء الإعلامي الكاتب العام الحبيب ادريس بالتأكيد على (أن الاستفتاء هو استثناء لحركة تتميز بالاستثناء في دولة تميزت ثورتها بالاستثناء مقارنة ببقية دول الربيع العربي من حيث تحقيق أهداف الثورة).
في كلمته الأولى عبر زعيم الحركة راشد الغنوشي عن إكباره لمجهودات أهالي صفاقس في مناصرة الثورة ومناصرة الإسلام والعمل على تطوير الاقتصاد، مبرزا أن الاستفتاء آلية من آليات النظام الديمقراطي وشكل من أشكال الممارسة الديمقراطية بالعودة إلى أبناء الحزب لاتخاذ القرارات بشكل مباشر،مضيفا أن الأصل أن تكون هذه الممارسة عادة في كل البلاد حتى تعود السلطة إلى الشعب
.
ومضى راشد الغنوشي يقول «لقد حصل تنازع بين قيادات النهضة وبين القانون والواقع، وكان الحل في الاستفتاء طارحا هذا السؤال «لماذا لم يتخذ رئيس الحركة أو المكتب التنفيذي أو مجلس الشورى القرار في تأجيل المؤتمر بعدما تأجلت الانتخابات لسنة 2014، ليجيب قائلا «المؤتمر هو أعلى سلطة في الحزب ولا يلغيه إلا الاستفتاء وقد فرض واقع تأجيل الانتخابات النظر في موضوع تاريخ المؤتمر لأن الحركة وجدت نفسها بين موعدين هامين: بين الانتخابات التي تأجلت وبين المؤتمر
.
هذه الإجابة تلقفتها «الشروق» لتطرح السؤال الأول على زعيم الحركة: هل أن هذا الاستفتاء يأتي في محاولة للملمة الشمل بعد الاستقالات المسجلة أم هو حملة انتحابية سابقة لأوانها أو رسالة مضمونة الوصول للتأكيد على ديمقراطية حركة النهضة بالعودة إلى قواعدها قبل الانتخابات ؟
وردا على السؤال قال السيد راشد الغنوشي الاستقالات ليست جديدة على حركة النهضة ، الحركة عمرها 40 عاما وفيها الجدد وفيها من غادرها لكنه عاد ..الحركة ليست ثكنة ولها أبواب ومن دخلها تغلق أمامه حتى لا يغادرها ، نحن نؤكد أننا أكثر الأحزاب تماسكا ومن أراد دليلا على ذلك فليراقب كتلة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي.
وعن تحصين الثورة قال زعيم حركة النهضة «حريصون على تحصين الثورة وعلى إقصاء رموز الثورة المضادة، لكن هذه المهمة نتركها للشعب ولصناديق الاقتراع حتى لا نكون أوصياء على الشعب الذي يميز بين الخبيث والطيب»، مضيفا بن علي ومن قبله حرص على «مسح أمخاخ الشعب» طيلة 60 عاما، لكنهم لم ينجحوا، ويجب أن نتفق على ان كل الدول التي طبقت تجربة العزل السياسي ندمت عليه لأنه يقسم الشعب إلى نصفين,ليبيا اليوم تحاول التراجع عن قانون العزل السياسي بعد أن انقسمت إلى قبائل واستطرد راشد الغنوشي قائلا «لكن هذا لا يعني إعفاء المجرمين من العقاب، لكننا ضد العقوبات الجماعية ففي ديننا الإسلامي الحنيف لا توجد عقوبات جماعية مصداقا لقوله تعالى «وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»، ثم أن رسولنا الكريم قال يوم فتح مكة «اذهبوا فأنتم الطلقاء» مستثنيا في ذلك البعض من رؤوس الإجرام.
وعن الحديث الصحفي الذي أدلى به مؤخرا رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي والذي فهم منه أنه تحد وتهديد, قال السيد راشد الغنوشي ,تصريح الباجي قائد السبسي يفهم بشكل ملطف، هو ليس تهديدا بل ربما تحذير من التشكيك في الانتخابات أو أن المحكمة الدستورية تلغي الانتخابات ..هذه المقالة يمكن أن نفهمها على الوجه الحسن ..هي تحليل سياسي وليس تهديدا أو تحدي.ا
وردا على سؤال متعلق بعلاقة النهضة بالنداء و الاستقطاب الثنائي قال زعيم حركة النهضة «لا توجد حرب بيننا وبين حركة نداء تونس، نحن نقيم علاقات طيبة مع كل الأحزاب، تونس اليوم تعددية، الدساترة والتجمعيون أقصوننا مدة 40 عاما، نحن لا نعاملهم بالمثل..لا بد ان نضع حدا للأحقاد فالأمم والحضارات لا تبنى بالضغينة، بل تقام بالتعاون والتوافق ..الكون نفسه قائم على التجاذب لا على التنافر مستحضرا قول الشاعر محمد إقبال «تـساندت الكواكب فاستقرت، ولولا الجاذبية ما بقينا»، مضيفا «لا حرب ولا تحالف بيننا وبين نداء تونس».
وعن الاستقطاب قال الغنوشي «عملنا ضمن الترويكا لتجنب الاستقطاب.. وتوفقنا عبر الحوار الوطني لدستور وحكومة محايدة..والرؤية الآن واضحة والقطار على السكة، لكن هذا القطار يمكن ان يعترضه قطاع الطرق.. نحن أحوج إلى التهدئة لا إلى الحروب الأهلية..تونس مازالت «محتاجة» إلى حكم ائتلافي وحكومة وحدة وطنية تجمع بين كل المتنازعين السياسيين ..نأمل في انتخابات نزيهة وشريفة ونتائج الانتخابات ستحدد التحالفات».
وفي إجابات سريعة، عن تأجيل الانتخابات قال راشد الغنوشي نحن ضد التأجيل لأن الانتخابات مرتبطة بنص دستوري ولن نخرق هذا النص، وعن الرئيس الحالي المنصف المرزوقي وإمكانية استقالته من الرئاسة قبل للانتخابات المقبلة وعن مرشح حركة النهضة قال راشد الغنوشي «موضوع الرئاسات ليس مطروحا الآن والحركة لم تتخذ قرارها بعد، اما عن الرئيس المرزوقي فالقانون يعطيه الحق في أن يترشح وهو رئيس ، والأمر يعود إليه أساسا هل يستقيل أم لا
.
وفي خاتمة الندوة الصحفية، وفي سؤال عن أحكام الإعدام الصادرة مؤخرا في حق 529 مصريا قال الغنوشي «هو توحش، والشعب التونسي بأحزابه كلها تقريبا استنكر هذه الأحكام، فتونس البورقيبية اعترضت على حكم الإعدام الصادر في حق مفسر القرآن السيد قطب فتدخلت تونس ومجلس الأمة للاستشفاع للسيد قطب.

تونس: لا توجد حرب بيننا وبين «نداء تونس».. ونتائج الانتخابات تحدد التحالفات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق